لقد آن الأوان، أن يقف الغرب، ونعني الدول الغربية وأميركا ومن لف لفهم ... الخ، وأن تقف حكومات واحزاب هذه الدول أمام الحقيقة المرة، وهي سبب تفشي الارهاب في هذه الدول؟؟ ومن المسؤول؟؟ وما الاسباب؟؟ بعد أن أصبح الارهاب ظاهرة، وهمًا وطنيا لكل دول العالم، دون استثناء، لا بل همًا مؤرقا لكل انسان على ظهر الارض، وهو يرى الدماء تسفك، والموت يهاجم الآمنين ... في محطات القاطرات، المدارس، الجامعات، الشوارع، المجمعات التجارية، المسارح ... الخ، ما أدى الى تغيير مزاج الشارع وقناعاته، ورجحان كفة اليمين المتطرف، كما عكست ذلك الانتخابات في أميركا وفرنسا والعديد من الدول.
كم هائل من الدراسات واستطلاعات الرأي العام حاولت سبر اغوار الظاهرة، والوقوف على اسبابها، ومن الملاحظ أن أغلب هذه الدراسات لم تحفر في العمق ... في البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، للوقوف على البذرة التي زرعت في الارض الاوروبية والاميركية، ثم اختمرت، وأثمرت هذا النبت الشيطاني، وهو ما أشار اليه المفكر العربي محمد عابد الجابري، حينما لفت الى التمييز العنصري، والمعاملة السيئة، القاسية التي لقيتها، وتتلقاها الجاليات العربية والاسلامية فى الدول الاوروبية واميركا ... الخ. وليس أدل على ذلك من أن غالبية هؤلاء المهاجرين، هم من يسكنون مدن الصفيح، التي تزنر العواصم والمدن الاوروبية، وتضج فقرا وضياعا ..!! وقد انتشرت بينهم المخدرات، والآفات الاجتماعية الخطيرة.
لا شك ان الدساتير والقوانين في هذه الدول تحارب التمييز العنصري، وترسخ العدالة والمساواة، وقد وصل بعض المهاجرين الى اعلى السلم الوظيفي في هذه الدول، فاصبحوا وزراء ونوابا ... الخ ... ولكنها في المجمل لم تستطع ان تستأصل العنصرية البغيضة من النفوس المريضة، ما يفرض اعادة النظر في الكثير من القوانين والانظمة وتشديد العقوبات على المخالفين.
وبوضع النقاط على الحروف ... فان سياسة الكيل بمكيالين، التي تنتهجها أميركا والدول الغربية عموما، هي وراء تعملق هذه الظاهرة الفاشية، ففي الوقت الذي تطفح ادبياتها بالتصدي للدكتاتورية والقمع، ونشر الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ومكافحة الارهاب ... تقف هذه الدول صاغرة، لا بل مؤيدة للارهاب الصهيوني الاسود في أبشع صوره، واكثرها وحشية، وهو يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني الاعزل، ويصادر حقه في تقرير المصير، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
ان الدعم الاميركي اللامحدود للاحتلال الصهيوني، والتواطؤ الاوروبي، هما السبب الرئيس في رفض العدو الانسحاب من الارض الفلسطينية والعربية المحتلة، والسبب الرئيس في رفضه الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف الاستيطان وخاصة قرار مجلس الامن رقم 2334.
ان الاحتلال هو رأس الارهاب، وهو من فرخ بممارساته العنصرية الفاشية، الكراهية والاقصائية، وعدم الاعتراف بالآخر، وشكل الارضية الخصبة لتصاعد الارهاب، في ظل الظلم البشع، ومصادرة الحريات، والحصار والنفي الأبدي الذي يتعرض له شعب بكامله هذا اولا ...
ثانيا: تواطؤ الدول الاوروبية واميركا والدول التي تدور في فلكها في فتح الحدود، وتسهيل عبور الارهابيين الى ساحات المعارك في سوريا والعراق وليبيا واليمن والعراق ومصر ونيجيريا ومالي ... الخ، وتمويلهم وتسليحهم وفتح معسكرات لتدريبهم. حتى بلغ عدد الارهابيين الذي دخلوا وحاربوا في سوريا “367” الفا، قدموا من “100” دولة كما تقول المخابرات الالمانية. هؤلاء الارهابيون دخلوا الى ساحات المعارك بمعرفة دولهم، وبمساعدة هذه الدول، ونجزم ان اجهزة المخابرات في هذه الدول وخاصة “السي.اي.ايه” قد نظمت اعدادا كبيرة منهم لخدمة الاهداف والاستراتيجية الاميركية.
ومن هنا نعجب، أو نتساءل ... ألم تأخذ الدول الغربية وأميركا بالحسبان أن هؤلاء الارهابيين سيعودون الى دولهم بعد انتهاء الحرب، أو بعد انتهاء دورهم، ليمارسوا العبث والموت والجنون وينشروا الارهاب؟؟
باختصار ...
الارهاب صناعة غربية اميركية ... وهو نار تحرق الجميع ... ووظف لخدمة مصالح هذه الدول ... وها هو يرتد على الدول التي رعته ومولته وسلحته ... كما يرتد السحر على الساحر.
الخميس 27 نيسان (أبريل) 2017
السحر يرتد على الساحر
رشيد حسن
الخميس 27 نيسان (أبريل) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
22 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
22 من الزوار الآن