] الشعب الفلسطيني ليس قاصراً - [طُوفانُ الأَقصى]
الجمعة 5 شباط (فبراير) 2016

الشعب الفلسطيني ليس قاصراً

بقلم: علي بدوان
الجمعة 5 شباط (فبراير) 2016

باتَ الحديث عن احتمالات البدائل في الساحة الفلسطينية، وتحديداً احتمالات البديل الرئاسي مُتواتراً على لسان الكثيرين من داخل القوى والفصائل الفلسطينية بما في ذلك من داخل بَعضِ أُطر ومؤسسات حركة فتح. كما الطرف «الإسرائيلي»، وذلك في ظل الأصوات المُتحشرجة التي بدأت تتحدث منذ فترة عن ضرورة اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، بعد مرور عدة سنوات على هذا الاستحقاق.

الحديث الفلسطيني عن البدائل والانتخابات التشريعية والرئاسية، أمرٌ مفهوم، ومطلوب، وصحيح مائة بالمائة، لجهة احياء العمل المؤسساتي الوطني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، ولجهة تواصل الأجيال في قيادة العمل الفلسطيني، وتغذية المواقع القيادية بالدماء الشابة الصاعدة. فالقيادة الفلسطينية بمعظم رموزها قطعت عمراً مديداً في وجودها على سلم القرار، وهي بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لإفساح المجال لرفد مواقع القرار.

لَكِنَ الحديث «الإسرائيلي» عن البدائل، وللرئاسة الفلسطينية على وجه التحديد، فأمرٌ مذموم، ومرفوض، ومشبوه، ويأتي في سياقات غير نظيفة على الإطلاق. حيث تسعى حكومة بنيامين نتانياهو لإعادة انتاج مقولة سابقة عنوانها «فقدان الشريك» الفلسطيني، والعزف على هذه الإسطوانة المشروخة التي طالما رُميَت بوجه الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل سنواتٍ من رحيله. عدا عن الضغط على الرئيس محمود عباس وتوجيه الاتهام المُتكرر له بالتقصير في مواجهة ومحاربة ما تسميه المصادر «الإسرائيلية» بــ «حملات الكراهية والتحريض».

الطرف «الإسرائيلي» وإمعاناً منه، في التدخل بالشأن الفلسطيني، وفي توتير الأجواء الفلسطينية الداخلية، باتَ يتحدث أيضاً عن أسماء وضعها في بورصة الترشيح كبدائل مُحتملة لقيادة الرئيس محمود عباس، وكلها لشخصيات تَعتَقِد حكومة نتانياهو، ومعها الإدارة الأميركية، بأنها الأفضل لقيادة العملية السياسية التفاوضية معها، حيث تَصَدَرَت بعض تلك الأسماء واجهة الصحافة العبرية في تل أبيب مؤخراً.

والمؤسف أن تتناغم مع الموقف «الإسرائيلي» ولو بشكلٍ غير مُباشر بعض المواقف غير المسؤولة لجهاتٍ اقليمية معروفة، حين انساقت لطرح أسماء جديدة مُحتملة في بورصة التداول السياسي، وكأن الشعب الفلسطيني يتيماً، أو مازال قاصراً، أو مازال عقيماً، وعاجزاً عن تجديد حياته السياسية والمؤسساتية لوحده دون إملاءات خارجية، وبطريقة ديمقراطية مسؤولة.

هنا، لابد من القول بأن أجواء الناس في الداخل الفلسطيني، المُشبعة بروحية مناهضة الإحتلال، والاستعداد لاستخدام كل الوسائل في المقاومة الشعبية، تريد استنهاض العمل الفلسطيني، وتجديد الحياة الكفاحية بعد سنواتٍ طويلة من الجمود والهمود واستمرار ابتلاع الأرض وتهويدها من قبل سلطات الإحتلال.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 89 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010