الناظر للوضع الفلسطيني يرى بعين اليقين أن السلطة الفلسطينية تعيش في أحلك حالاتها وأضعفها، ولا تحمل من السلطة إلا اسمها، حتى إن خطابها المطروح، يوحي باستعطاف لا مثيل له، في حين أنها تسعى جاهدة لاسترضاء الغرب بكل ما أوتيت من قوة.
ربما لها مبرراتها في ظل التحريض والحملة الشرسة التي تتعرض لها لإثنائها عن مهامها.
لكن إلى متى ستبقى القيادة الفلسطينية تعطي حيزاً مهماً لجبر خواطر العالم، على حساب السعي لمصلحة الشعب الملكوم؟
الاحتلال أفرغ «أوسلو» من أي مضمون، وتنكر لكل بنود الاتفاق ولم يطبق أي شيء منه، حيث إن الاتفاق مات بعد 3 سنوات من ولادته عندما أعلن الكيان صراحة أنه لا حل لقضايا الخلاف الجوهرية (القدس واللاجئين والدولة)، ودنس الأقصى ويسعى لتهويده، وزاد من وتيرة الاستيطان والفتك بالشعب الفلسطيني.
في المقابل فإن السلطة بقيت متمسكة بسراب التعايش والتوافق والتسوية، التي أصبحت منذ ردح من الزمن في مهب الريح وغير موجودة أو مطروحة، في ظل رفض الاحتلال حتى مناقشتها.
فلماذا إذاً السلطة متمسكة بها؟
السلطة أدركت مؤخراً أنها فقدت كل شيء ولم يعد هناك من هامش للمبادرة أو حتى فرض شيء على الاحتلال، الذي أصبح وجودها مرهوناً تماماً به، ولهذا فإن فكرة خروج السلطة من القمقم الصهيوني ليست بالفكرة الهينة، كما أنها لا يمكن أن تقدم عليها، لأن فيها هلاكها، ولو كان ذلك يشكل عبئاً على كاهل الفلسطينيين، حيث لا يمكن أن يحصل الشعب منها على أي فائدة.
القيادة الفلسطينية الآن تحاول كسب الوقت، من دون أفق، فلا تملك خططاً لمواجهة أو مفاوضة الكيان، مترددة، متلكئة، عاجزة، حتى قرار التوجه إلى المنظمات الدولية بقوة لمحاسبة الكيان على جرائمه غير قادرة على اتخاذه.
لكن إن أرادت السلطة الخروج من المأساة هذه فيتحتم عليها أولًا التطلع إلى ما يريده الشعب الفلسطيني، وطموحاته، ثم عليها أن تتوقف عن إعطاء المبررات التي من خلالها تؤجل الاستحقاقات الانتخابية، فالمجلس التشريعي انتهت صلاحيته، وكذلك الرئاسة، فلا بد أن تضخ دماء جديدة في مؤسسات القرار وأن لا تبقى الوجوه كما هي منذ عقود بلا تغيير، كما لا بد من السماح للشعب اختيار ممثليه بحرية تامة بعيداً عن السطوة الحزبية أو الأمنية.
إن صورة المشهد الآن في فلسطين قاتمة وإذا لم تتم إدارته على النحو المناسب فإنه سينزلق نحو الفوضى، في وقت تنتفض الضفة الغربية مع انسداد أفق الحلول.
يعيش الفلسطينيون في وضع بائس ويائس مع عدم إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية، في ظل عدم رضا معظم الفلسطينيين عن السياسات القائمة، كما أن هناك مجلساً تشريعياً لم يعد له أدنى تأثير في مجريات الحياة العامة.
فلسطين بحاجة اليوم إلى خطة إنعاش شاملة وقادة قادرين على مواكبة متطلبات شعبهم.
الجمعة 5 شباط (فبراير) 2016
أفق مسدود
بقلم: علي قباجة
الجمعة 5 شباط (فبراير) 2016
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
76 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن