] آه يا فاطمة - [طُوفانُ الأَقصى]
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

آه يا فاطمة

جهاد المنسي
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

المكان: باب العمود في القدس الشريف، الزمان: السابع من الشهر الحالي وقت الظهر، الاسم: فاطمة حجيجي، العمر: 16 عاما، الحدث: 20 رصاصة اخترقت جسد الطفلة فاطمة بزعم تنفيذ عملية طعن رغم عدم وجود سكين أو أي أداة حادة بحوزة الشهيدة.
ردود الفعل: صمت عالمي وأممي وعربي وغياب لبيانات الشجب والاستنكار من قبل المنظمات الدولية، راعية الطفولة وحقوق الإنسان، ضد ما يقوم به الكيان الصهيوني من عمليات قتل ممنهج بحق أطفال وشعب فلسطين.
فآه يا فاطمة؛ كم كنتِ وحدك، كم أنتِ وحدك، يا فاطمة أوجعي صمت العالم الذي خذلك، يا فاطمة اكشفِي نازية الصهاينة وفاشيتهم، آه يا فاطمة يا شهيدة باب العمود.. يا سيدة الصبايا وريحانتهم.. كم خذلك الأبعدون والأقربون.
فيا فاطمة، التي لم تضِع بوصلتها رغم ضياع بوصلات العرب، يا فاطمة التي ما تزال تعرف أن الكيان الصهوني يحتل أرضها وأرض أجدادها منذ 69 عاما، يا فاطمة يا أيتها الطفلة الشهيدة أخبريهم أن في فلسطين محتلا يقتل الأطفال، أخبري الأعراب التائهين في خلافاتهم اليومية، الباحثين عن القتل في دمشق وبغداد والقاهرة أن بوصلتك فلسطين، وأن أي بوصلة تشير لغيرها مشبوهة. يا فاطمة، يا سيدة الصبايا أخبري الأعراب المختلفين حول طريقة دخول السوق والحمام وغيره، أن القدس محتلة، وأن القبلة الأولى تدنّس من جنود الاحتلال يوميا، وهي أحق للنفير من النفير إلى دمشق وحلب وبغداد والموصل، أخبري من تاه منه الدليل وشذّ منه الأفق أن الصهاينة هم من يحتلون الدار ويقلقون الجار.
يا فاطمة اكشفِي سوءات الأعراب وخذلانهم، بعثري صفو سلامهم مع المحتل، أعيدي عقارب الساعة حيث فلسطين، وحيث الأرض محتلة، وحيث أسرى مضربون عن الطعام منذ أكثر من 26 يوما.
آه يا فاطمة؛ لم تكن رصاصة أو اثنتين، بل 20 رصاصة في جسدك الطفولي، الذي لم يكمل ربيعه السادس عشر، آه يا فاطمة يا وجع الإنسانية، وموت الحق في أمم متحدة ما تزال تصمت على عمليات التصفية اليومية، التي يمارسها فاشيو الكيان الصهوني يوميا بحق شباب وصبايا وأطفال الشعب الفلسطيني.
يا فاطمة.. سيتواصل قرع الخزان الذي قرعتيه، ستنبت النبتة يوميا أطفالا وشبابا وشابات يروون نهر الحرية بدمائهم، فهذا الشعب الذي ما يزال يقارع المحتل منذ 69 عاما لن تلين قناته، ولن يحيد عن بوابة الحق.
يا فاطمة لن تخذلك الشعوب فها هو الشهيد الأردني محمد الكسجي ينتصر للحق، يقاوم بالكف مخرز المحتل، ينتصر للمرابطات في المسجد الأقصى اللواتي يتعرضن يوميا لمضايقات جنود صهاينة، واعتداءات يصمت عنها العالمان؛ العربي والإسلامي ويغض عنها بعض شيوخ الدين أبصارهم دون أن تتحرك نخوتهم، فيما نسمعهم يوميا يحرضون على هذا البلد أو ذاك ويدعون للنفير للشام والعراق.
يا فاطمة، سبقك شهداء كثر، وسيلحق بك آخرون، فطريق الحرية طويل وغير معبد بالورود، ويوميا سيقرع خزان الصمت حتى يسمع العالم ويقف مع الحق الذي طال الانتظار لبزوغه.
يا فاطمة لن يسكت شعب عن المطالبة بأرضه وحقه رغم وجود ضباب، وتراكم السماء بغيوم الخلافات والفتن، فشعب ما يزال يقاوم منذ 69 عاما لن يخذلك رغم خذلان العالم والأمم المتحدة التي تقاعست، وماتزال، عن تنفيذ قراراتها التي وضعتها في غرفة التجميد لأجل غير معلوم، وسكوت منظمات دولية عما يجري بحق الطفولة من قتل وأسر وجرح وتنكيل.
يا فاطمة ما يزال جسدك الغض ينزف دما، وما يزال العالم يصمت ويبرر للقاتل المدجج بالسلاح قتل ضحيته العزلاء من أي سلاح أبيض أو ناري باستثناء سلاح الحق والإرادة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010