] حرب الأرض والديمغرافيا - [طُوفانُ الأَقصى]
الجمعة 3 شباط (فبراير) 2017

حرب الأرض والديمغرافيا

علي قباجه
الجمعة 3 شباط (فبراير) 2017

بدأت «إسرائيل» حربها الديموغرافية، بمصادقتها على قانون يمنع تعدد الزوجات في الوسط الفلسطيني بالداخل المحتل، هذا القرار في ظاهره يرعى الحقوق المدنية، لكن في باطنه يحمل سماً، يستهدف القضاء على الزيادة الكبيرة في أعداد الفلسطينيين، هذا المهدد الكبير لوجود الكيان، في ظل زيادة عدد المواليد الفلسطينيين، مقارنة باليهود، وهو ما استدعى وضع الكيان قوانين صارمة، للحد من ذلك، وتتزامن المصادقة أيضاً مع حربه على الضفة الغربية، بتشريع آلاف الوحدات الاستيطانية، وضم الأراضي على حساب الشعب ووجوده ومصيره ودولته.
بدأت ال2017 بإعلانين، الأول إعلان السلطة الفلسطينية بأن يكون هذا العام نهاية للاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، والثاني إعلان الكيان المبطن بأن تكون هذه السنة فرصة للقضاء على حلم الفلسطينيين. وفعلاً بدأ الاحتلال بسلسلة من الإجراءات غير المسبوقة، فضرب الشعب بكل مناحي وجوده، فتارة بهجومه على «أم الحيران» في النقب المحتل، وأخرى في القدس بالقتل والهدم والضم، فضلاً عن الضفة، التي استولى على 80% من مساحتها، وضاعف سن القوانين، لسرقة ما تبقى منها.
الحرب الشرسة ليست فقط على الأرض، بل على فلسطين بأكملها، وعلى تاريخها وحضارتها وشعبها في كل أماكن تواجده، فالتشريعات التي تحاول قتل التفوق الديموغرافي للفلسطينيين على أشدها، والسياسات العنصرية التهجيرية تسير على قدم وساق، وقد اشتد إوار هذه الهجمة مع الدعم المحموم، الذي تقدمه إدارة ترامب للكيان وسياساته.
الطبقة السياسية الحاكمة في الكيان وُضعت في موقف حرج، عندما فرضت ما تسمى «المحكمة الإسرائيلية العليا» عليها إخلاء بؤرة «عمونا» الاستيطانية المقامة في الضفة، وانتقاماً لذلك وبالتزامن مع «يوم الإخلاء» صادقت الحكومة على بناء 3000 وحدة استيطانية في الضفة. حكومة نتنياهو لم تتمرد على المجتمع الدولي وقراراته وحسب، بل إنها حاولت ذر الرماد بالعيون، عندما ادعت أنها تنفذ أمراً قضائياً ثم وفي نفس يوم تنفيذ القرار أمرت بالبناء في مواقع أخرى.
«إسرائيل» تمعن في همجيتها، وهنا يقع على عاتق السلطة الكثير من التحديات، فالمسألة ليست بالسهولة إطلاقاً، وفلسطين كلها مهددة، فالخطوات الضاغطة لا بد أن تمارس لوقف الزحف الاستيطاني على الأقل، كما أن العلاقات مع «إسرائيل» لا بد أن تُحدد أطرها، والتوجه داخلياً وعقد المصالحات مع فصائل الشعب، وتشكيل لجان طوارئ للتعامل مع الأزمات المتفاقمة.
فلسطين الآن في حرب كبيرة، تشبه أو أشد من حروب التهجير خلال عامي 1948 و1967، فماذا سيفعل العرب والمسلمون لمواجهة ذلك؟


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2484496

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010