] المخفي والمستور في التاريخ اليهودي - [طُوفانُ الأَقصى]
الثلاثاء 25 نيسان (أبريل) 2017

المخفي والمستور في التاريخ اليهودي

د. فايز رشيد
الثلاثاء 25 نيسان (أبريل) 2017

القضية باختصار، أنه في السابق، ووفقاً للشرائع اليهودية المحرفة، التي حرص حاخامات القرون الوسطى، عصر السحرة، على ابتداعها، وفقاً لكتاب برنارد لازار، بعنوان «اللاسامية.. تاريخها وأسبابها» لتتواءم مع أهوائهم ورغباتهم وتعزيز سلطتهم. ومن أجل تصنيع الفطيرة اليهودية في الأعياد اليهودية، كان لابد من خلطها بالدم البشري! نعم، الدم البشري يأخذونه من مسيحي أو مسلم، ولو توجب قتله ظلماً وعدواناً!. نعم، إنها «القرابين البشرية»!
لقد اعتاد اليهود، وفقاً لتعاليمهم ووفق ما ضبط من جرائمهم في قتل الأطفال وأخذ دمائهم ومزجها بدماء فطائر العيد التي يقومون بتصنيعها. ذبائح عيد «البوريم» مثلاً كانت تُنتقى من الشباب. أما طريقة القتل وتجميع الدم فهي كالتالي: يؤخذ دم الضحية ويجفف على شكل ذرات تمزج بعجين الفطائر، ويحفظ ما يتبقى للعيد المقبل. أما ذبائح عيد الفصح اليهودي فتكون عادة من الصبيان الذين لا تزيد أعمارهم كثيراً على عشر سنوات، ويمزج دم الضحية بعجين الفطير قبل تجفيفه أو بعد تجفيفه (اقرأ كتاب العلامة والفقيه السوري مصطفى الزرقا بعنوان «الكنز المرصود في قواعد التلمود»)، إذ يتم استنزاف دم الضحية إما بطريق (البرميل الإبري)، وهو برميل يتسع لحجم الضحية، ثبتت على جميع جوانبه إبر حادة، تُغرس في جثة الضحية بعد ذبحها لتسيل منها الدماء التي يفرح اليهود بتجميعها في وعاء، يُعد خصيصاً لذلك، أو يتم ذبح الضحية كما تُذبح الشاة، ويُصفى دمها في وعاء أو بقطع شرايين الضحية في مواضع متعددة ليتدفق منها الدم!
أما مصير الدم فإنه «يسلم إلى الحاخام المعني ليمزجه بالفطائر، وما يتبقى يجفف ويحفظ للأعياد القادمة»، ( اقرأ كتب: محمد فوزي حمزة بعنوان «اليهود والقرابين البشرية»، وكتاب أبوالفدا محمد عارف، بعنوان «نهاية اليهود»، وكتاب عبدالله حسين بعنوان «المسألة اليهودية بين الأمم العربية والأجنبية»). هذا بالطبع في الزمن السابق! وقد حاولت الحركة الصهيونية التعتيم على هذه الحادثة وعشرات الحوادث الشبيهة، (وإحداها سنوردها تالياً)، لاعتباراتها الخاصة بالطبع!
للعلم، وحتى لا يبقى ما كتبناه مجرداً، نسوق الحادثة التالية، ومحاضرها ووقائعها محفوظة ومسجلة في المحكمة الشرعية في كل من حلب وحماة ودمشق، وجرت في عام 1840. فقد حصل على نسخة منها المستشرق الفرنسى (شارل لوران)، ثم نشرَها باللغة الفرنسية ضمن كتاب ترجمه إلى العربية الدكتور يوسف نصرالله، ونشره في القاهرة (عام 1898)
عاش الأب توما في دمشق، وكان يمارس الطب. وفي إحدى حملاته، قام بتطعيم الأطفال ضد الجدري. وفي إحدى المرات ذهب إلى «حارة اليهود» أمام كل الناس، ثم اختفى فيها. وبناء على تعليمات الوالي، بدأ التفتيش في حارة اليهود عن الأب. لكنه لم يسفر عن شيء. في تلك الأثناء حضر يونانيان وأقرا أمام الشرطة بأنهما وهما يمران في حارة اليهود، ذات اليوم الذي اختفى فيه الأب شاهداه لدى حلاق يهودي اسمه سليمان، كان يسكن بالقرب من المعبد اليهودي، فقبضت الشرطة عليه واعترف بأنه وبأمر من حاخام المعبد «موسى بخور يودا» قام بقتل الأب توما، ثم صفيا دمه واستعملاه في صناعة الفطائر. اعتقل الحاخام أيضاً فاستصدر زعماء اليهود عفواً وتم الإفراج عنهما.
قبل أقل من عام من الآن، أصدرعدد من حاخامات الكيان الصهيوني (24 أغسطس/آب 2016) فتوى تحض الجنود الصهاينة على قتل الفلسطينيين، وتقول بالنص («اقتلوهم.. أبيدوهم بلا رحمة..من أجل أمن» «إسرائيل»). هؤلاء الحاخامات شكلوا قبل عشر سنوات، حركة أطلقوا عليها اسم «هسنهدرين هحداشا» (مَجْمَع الحاخامات الجديد).
وقد أسس هذه العصابة، الحاخام عيدان شتاينليزتس، الحاصل على جائزة «إسرائيل» ووسام الرئيس «الإسرائيلي» وهما يعدان أرفع الجوائز في دولة الكيان.
للذين يتوهمون بإمكانية إقامة سلام مع هذا الكيان الفاشي، نسأل: ألم تسترعِ انتباهكم إيديولوجية العنف التي يطبقها الكيان يومياً بحق شعبنا وأمتنا؟ ألم تقرأوا عن القرابين البشرية التي نظمها الحاخامات اليهود؟
هناك مقالات وأبحاث وكتب عربية وأجنبية كثيرة تناولت ظاهرة العنف الإجرامي والقتل الصهيونية كظاهرة «إسرائيلية» من زوايا مختلفة وأهمها «الجرائم العسكرية الإسرائيلية» من تأليف ويليام براد فورد، و«الجذور الإرهابية لحزب حيروت الإسرائيلي» لبسام أبوغزالة. «الصهيونية والعنف.. الفلسفة والاستراتيجية» لحسين الطنطاوي. و«ثقافة العنف في سوسيولوجيا السياسة الصهيونية» لعبدالغني عماد 2001، ومن أفضل من كتب أيضاً عن الموضوع، نعوم تشومسكي، وقبل بضع سنوات كان كتاب «الصهيونية والعنف» للراحل عبدالوهاب المسيري.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010