أيام قليلة ويتسلم ترامب رئاسته رسميا كي يبدأ العالم تحديات جديدة، قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الرؤساء الأميركيين، أو يكتشف ترامب أن ثمة فرقا كبيرا بين أميركا الانتخابات الرئاسية ووعودها، وبين الموقع الرسمي، فيتراجع أو يصر ..
العالم ينتظر ليرى ويسمع رئيسا زمجر وقال مالم يقله رئيس ترشح للانتخابات. ولعل مايهمنا كعرب، أن يكون الرئيس الجديد محل آمال سوريا، يتغير فيها الاتجاه الأميركي على نحو واضح، وخصوصا من الحرب عليها، بحيث يشكل انعطافة كبرى تؤدي إلى وضع حد لتلك الحرب اللعينة، فيكون بذلك قد حقق أول شروط رئاسته ..
سيكون هنالك متسع من الوقت للولوج في هذا الملف المتعثر، والذي تعلق عليه سوريا آمالا عريضة. ومن الحكمة القول، أن رهانات بالجملة على ترامب مازالت قائمة، وستبقى إلى أن تبان خطواته، فإن كانت كما أكد أكثر من مرة حول علاقته الجديدة الوردية في بعضها مع روسيا، لابد أن يكون الملف السوري في صلب هذا المتغير، فأميركا وحدها تستطيع أن تعلق جرس الخاتمة للحرب الملعونة، ووحدها من إذا قالت فعلت، والآخرون لن يكونوا سوى منفذين لاتجاهاتها السياسية في كل الأحوال.
صحيح أن الملف الداخلي للولايات المتحدة شغله الشاغل، وهو ما آمن له الوصول إلى الرئاسة، إلا أن الدور العالمي الأميركي وخصوصا في الشرق الأوسط ، يعني العلاقة مع إسرائيل ومحفزاتها. فالرجل سيكون ملما بتاريخها، وبالإنجازات التي حققتها أميركا من أجل الكيان الصهيوني .. وليس غريبا أن يسعى لتأمين وعده بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو أمر لن يحظى بقبول عالمي، بدأته فرنسا علنا
، وستكرر سحبه المواقف الرافضة لهذه الخطوة .. فهل يتعظ ترامب ويعمد إلى مناقشة هذا القرار الخطير على أمن المنطقة، وعلى خطوة الدولتين وهي التي ستكون نهايتها حتمية إن نفذ وعده هذا.
لاشك أن ترامب سيعيد حساباته المتعددة، وقد نسمع شيئا منها في خطاب الرئاسة المقبل الذي ينم عن آخر اتجاهاته المقبلة أو بعضها، لكن ممالاشك فيه، أننا سنشهد تصورا جديدا مختلفا عن أوباما ، نتمنى لو أنه كان مجرد كلام أو فقاقيع صابون لاأكثر .. فليس من السهل التراجع عن الاتفاق النووي مع الإيراني، وكذلك حال السفارة الأميركية في إسرائيل، ثم لابد من توجيه العين على العلاقة التي يبدو من طلائعها أنها مأزومة مع الصين.
نحن على مشارف ساعات حاسمة من التاريخ العالمي الذي كان دائما روتينيا مع رؤوساء أميركيين ، لكن هذا الرئيس بالذات ، شغل العالم بأفكاره وتطلعاته وحكاياه وكان دائما مجال تندر وخوف مما سيفعله ، على الرغم من معرفة أهل السياسة الدولية بما عليه الواقع في البيت الأبيض الممسوك من قبل مؤسسات لها قوتها ودالتها.
لايمكن الحكم في النهاية على الإشارات التي سمعناها أثناء ترشح ترامب للرئاسة ، فهي الخميرة التي يعتمد عليها المرشح من أجل كسب الأصوات، وهي مدخله إلى البيت الأبيض، بل هي صورته التي يواجه بها شعب الولايات المتحدة. لعلنا بعد ساعات من الآن سنسمعه وهو يتمسك بما قاله في السابق أو يتراجع عنه إلى أمور أخرى كانت أيضا في صلب ترشيحه لكنها غير متفجرة.
الثلاثاء 17 كانون الثاني (يناير) 2017
ترامب القادم
زهير ماجد
الثلاثاء 17 كانون الثاني (يناير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
22 /
2473041
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن