] أميرة الشهداء - [طُوفانُ الأَقصى]
الأحد 14 أيار (مايو) 2017

أميرة الشهداء

اسامة العرب
الأحد 14 أيار (مايو) 2017

بدم بارد وروح فاجرة مجرمة لا تعرف معاني الرحمة والإنسانية على الإطلاق، تتعمّد الاستخبارات «الإسرائيلية» قتل أطفال الفلسطينيين وترويعهم وإبادتهم، لإرهاب المجتمع الفلسطيني وزرع الخوف في نفوسه ودفعه للتخلي عن أراضيه. وأكبر برهان على ذلك، ما حصل مع الأسيرة المحرّرة الطفلة فاطمة حجيجي، التي اغتالها الصهاينة بنحو خمس وعشرين رصاصة، بالرغم من كونها مضربة عن الطعام منذ أكثر من خمسة أيام تضامناً مع الأسرى في طريقها للصلاه في المسجد الأقصى، لينتصر بذلك دمها الشريف على بندقية العدوان ولترتقي روحها البريئة الطاهرة إلى جوار خالقها، ملتحقة بركب الشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر منذ تشرين الأول 2015، ولًفّقت لهم تهم «محاولات تنفيذ عمليات طعن» كاذبة، كالكلمة الخبيثة التي تسعى اليوم لربط اسم الأراضي المقدّسة باسم الدولة اليهودية.

وحتى صحيفة العدو هآرتس لم تستطع أن تحرّف حقيقة هذه المجزرة البشعة، فاعترفت يوم الثلاثاء الماضي، بأن الشهيدة الطفلة فاطمة حجيجي هي أسيرة محرّرة من قراوة بني زيد في رام الله. وقد جرى إعدامها بشكل متعمّد وبنحو 25 رصاصة أطلقها أفراد حرس الحدود عليها ومن دون سبب. فيما أكد سكان منطقة باب العمود بأن أفراد الشرطة واصلوا إطلاق النار عليها حتى عندما كانت ملقاة على الأرض تنزف، مضيفين بأنها لم تكن تحمل بيديها شيئاً، وبأنهم قتلوها ظلماً بدم بارد. وتجدر الإشارة إلى أن الشهيدة الطفلة كانت قد مكثت فترة من الزمن في سجون الاحتلال وأفرج عنها في حزيران 2016، ومن أوائل المهتّمين بقضايا أسر الأطفال الأبرياء، وقبل استشهادها كتبت كلمة شكر لعميدة الأسيرات الفلسطينيات لينا الجربوني قالت فيها: «خالتي لينا يا أحلى من القمر. أنت كنت أمنا الثانية في السجن أنت التي ساندتِنا في محنتنا. الحرية قريبة يا أحلى أم في الدنيا».

فاطمة حجيجي، لم تكن الضحية الأولى لجرائم الاحتلال الصهيوني ونهجه في تصفية الشباب والفتيات بدم بارد، حيث سبقها الآلاف من الأطفال الذين تمّ اغتيالهم ظلماً على يد العدو، أبرزهم الشهيد فضل القواسمة، الذي اغتاله جنود الاحتلال في تشرين الأول عام 2015، وأظهرت تسجيلات الفيديو في المنطقة أن جندياً يقوم بدسّ سكينا بيده لتغطية جريمته وهنالك أيضاً الشهيد الطفل معتز عويسات والشهيدة الطفلة بيان عسيلة، اللذان تم اغتيالهما بعد الشهيد القواسمة بساعة واحدة فقط، والشهيد الطفل عبد الفتاح الشريف الذي اغتيل بطريقة وحشية، وأظهرت لقطات مسجلة نشرها بعض النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيام القاتل «الإسرائيلي» بإطلاق النار مباشرة على رأس الطفل من مسافة قريبة ومن دون سبب، كما أظهرت رفض طواقم الإسعاف «الإسرائيلية» تقديم الإسعافات الطبية للشاب الملقى على الأرض.

ويذكر بأن الأطفال الذين استشهدوا في الأشهر المنصرمة هم: عبد الرحمن عبيد الله 13 عاماً من مخيم عايدة ببيت لحم، واسحق بدران 16 عاماً من كفر عقب بالقدس، ومروان بربخ 10 أعوام من خان يونس في قطاع غزة، وأحمد شراكة 14 عاماً من مخيم الجلزون، ومصطفى الخطيب 17 عاماً من القدس، وحسن مهاني المناصرة 15 عاماً من بيت حنينا بالقدس، وطارق النتشة 16 عاماً من البلدة القديمة بالخليل، وبيان عسيلة 16 عاماً من الخليل. ومعتز عويسات 16 عاماً من جبل المكبر بالقدس، وبشار الجعبري 15 عاماً من الخليل، وأحمد كميل 17 عاماً من قباطية في جنين، ودانيه ارشيد 17 عاماً من الخليل، ومحمود نزال 17 عاماً من قباطية في جنين، وأحمد أبو الرب 16 عاماً من قباطية في جنين، وصادق عبد الله غربية 16 عاماً من صانور بجنين، ومحمود وادي 17 عاماً من سعير بالخليل، وأشرقت قطناني 16 عاماً من مخيم عسكر الجديد بنابلس، وهديل عواد 14 عاماً من مخيم قلنديا بالقدس، وعلاء حشاش 16 عاماً من مخيم عسكر الجديد بنابلس، وإبراهيم داود 16 عاماً من دير غسانة في رام الله والبيرة، وأيمن العباسي 17 عاماً من رأس العمود بالقدس، ومأمون الخطيب 16 عاماً من الدوحة ببيت لحم، ومصطفى فنون 15 عاماً من الخليل، وعبد الله نصاصرة 15 عاماً من بيت فوريك بنابلس، ونور الدين سباعنة 17 عاماً من قباطية بجنين، وأحمد الكوازبة 17 عاماً من سعير بالخليل، وعلاء كوازبة 17 عاماً من سعير بالخليل، وخليل وادي 15 عاماً من سعير بالخليل، وعدنان المشني 17 عاماً من الشيوخ بالخليل، ورقية أبو عيد 13 عاماً من عناتا بالقدس، وحسين أبو غوش 17 عاماً من قلنديا بالقدس، وأحمد توبة 17 عاماً من كفر جمال بطولكرم، وهيثم سعدة 14 عاماً من حلحول بالخليل، وعمر ماضي 15 عاماً من مخيم العروب بالخليل، ونعيم صافي 16 عاماً من العبيدية ببيت لحم، وفؤاد واكد 15 عاماً من العرقة بجنين، ونهاد واكد 15 عاماً من العرقة بجنين، وقصي أبو الرب 16 عاماً من قباطية بجنين، ومحمود شعلان 16 عاماً من دير دبوان برام الله والبيرة، ولبيب عازم 17 عاماً من قريوت بنابلس، ومحمد زغلوان 17 عاماً من قريوت بنابلس…

وبالتالي، فلا عمر الطفولة البريئة ولا حرمة الصائم أو المصلي تمنع الصهاينة من التوقف عن إبادة الأطفال. فهم الذين تعمّدوا اغتيال الطفل محمد الدرة وهو يلوذ خوفاً في حضن أبيه. وهم الذين تعمّدوا حرق الطفل الرضيع علي دوابشة واغتياله في منزله باستخدام عبوات المولوتوف شديدة الاشتعال. وهم الذين تعمّدوا اغتيال الرضيعة إيمان حجو ذات الشهور الثلاثة، واغتيال أطفال قانا وداعل وقبية ودير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين ونابلس وغزة. ناهيك عن أنّ الأطفال في «إسرائيل» غالباً ما يتم إخضاعهم لشتى أنواع التنكيل الجسدي والنفسي ولجولات من التعذيب التي تستمر لساعات طويلة وهم جالسون على كرسي قصير مقيدو الأيدي للخلف ومكبلو الأرجل ومعصوبو الأعين، حيث تقوم سلطات الاحتلال بتعذيبهم بالصعقات الكهربائية وبالكيّ بالسجائر وبإجبار الأسير على شرب الماء المغلي، هذا عدا الضرب المبرح بواسطة البنادق والأرجل والدعس، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، بالإضافة الى إجبارهم للتعرّي والتحرش الجنسي بهم. الأمر الذي أصبح علامة فارقة في السجون «الإسرائيلية». كما أقرت صحيفة العدو «يديعوت أحرنوت»، بوجود شهادات لضباط وجنود صهاينة شاركوا في محاضرات ألقاها حاخامات في دورات دينية، تؤكد بأن الحاخامات العسكريين يحثون الجنود على عدم التردد بالقتل واغتصاب النساء والأطفال باعتبار أن دينهم يأمرهم بذلك. لا بل وصلت الحقارة بالجنود «الإسرائيليين» لدرجة تنظيم احتفالات بـ «يوم الشرطة والمجتمع» «الإسرائيلي» في بلدية رامات هاشارون يتخلّلها عمليات قتل للفلسطينيين على مرأى طلاب المدارس، بهدف تقوية معنوياتهم وتشجيعهم لاحقاً للتطوع بالجيش والشرطة «الإسرائيلية».

وهل هنالك من عاقل ينسى قول رئيسة وزراء سلطة الاحتلال غولدا مائير: «لا أستطيع النوم كلما سمعت بميلاد طفل فلسطيني». وماذا ينتظر البعض من سلطة احتلال رجل دينها الرئيسي الحاخام العسكري إيال كريم يطلق فتاوى مستقاة على حد قوله من الشّريعة اليهوديّة «هلخاه»، يدعو فيها الجنود الصهاينة لاغتصاب وسبي النساء والأطفال غير اليهوديات! ولكن واأسفاه، على دول عربية وإسلامية تستبدل في وسائل إعلامها صفة الشهداء الأطفال بالقتلى والانتحاريين، وتهرول يومياً للتطبيع مع مغتصبيها!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2473041

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010