العدوان الأميركي، المدعوم من التابع البريطاني، لم يكن إلا مساراً يستكمل الرئيس الأميركي جو بايدن من خلاله مسار دعم الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى محاولة إعادة الولايات المتحدة إلى صدارة المشهد في المنطقة.
نتنياهو يناور من خلال تأجيل النقاش في القضايا المصيرية لليوم التالي للحرب، ومحاولة اللعب على عامل الوقت، من خلال الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في غزة، لتهدئة الأميركيين.
بغضّ النظر عن الجهة التي منعت حرب “إسرائيل” الاستباقية على لبنان، والتي كانت خياراً جنونياً ومكلفاً، ولن تخرج فيها “إسرائيل” منتصرة، فإنها أيضاً وفّرت على الأميركيين الانجرار إلى حرب.
بالرغم من العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة، واستشهاد وجرح أكثر من مائة ألف فلسطيني، والدمار الهائل الذي لحق بالقطاع، إلا أن ذلك لم يُخفِ المأزق الإسرائيلي المتصاعد سياسيا وعسكريا وداخليا وخارجيا.
لعل حال الاستجداء العربي عبر المواقف الرسمية الصادرة بهدف وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد كشف عن تراجع أي بصيص أمل في وجود مشروع عربي حقيقي، وهذا من شأنه أن يفضح دور الحكومات العربية الوظيفية الرسمية التي تخدم السياسة الأميركية.
مهما يكن من نتيجة محاكمة “إسرائيل”، يبقَ أن هذا اليوم سيكون علامة فارقة في تاريخ العالم، الذي يشهد نهضة “الجنوب العالمي” في مواجهة القوة الظالمة والبطش والاستعمار متعدد الوجوه.
من المهم تأكيد حقيقة سياسية أن “إسرائيل” رأس حربة مشروع استعماري غربي في المنطقة تقوده حالياً الولايات المتحدة الأميركية، وأن الغرب هو من صنع “إسرائيل” ويرعاها.
يشعر الأميركيون بالقلق من إصرار نتنياهو على فتح جبهة ضد لبنان من أجل بقائه السياسي، فهو يعلم أنه إذا انتهت حرب غزة، فإنّ مسيرته السياسية ستنتهي أيضاً.
يسعى نتنياهو لاستفزاز قيادات “الجيش” لدفعهم إلى توسيع الحرب والاستمرار بها لفترة أطول، وهو هدف يتطابق مع رؤيته للحرب ليهرب من المحاكمة ودخول السجن الحتمي.
بين نهاية القصة في جنين، بحسب المخيّلة الإسرائيلية، وبين صرخة “افقع” في حيّ الجابريات على أطراف المخيم، مفرق طريق في عالم النفس، أو لعله عشق هؤلاء الفتية العجيب لكتيبتهم المستهدفة بكل الطعنات الغادرة من الأمام والخلف.
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 24