انقلاب حقيقي في الرأي العام الشعبي الدولي بدأ ينعكس على مواقف الدول الغربية الرسمية، فبتنا نسمع نداء رسمياً من 28 دولة أوروبية ضمن الاتحاد الأوروبي تدعو لوقف الحرب فوراً، بما فيها دول داعمة بالمطلق لـ“إسرائيل”.
فتحت طهران ذراعيها لقادة المقاومة، في اجتماعات علنية، تبعث رسائل كما حمم البركان، وهي هنا على أرضية انتصار السابع من أكتوبر، ثم أرضية الصمود للشهر السادس على التوالي.
تتعمد “إسرائيل” التهويل من قدرات المقاومة، وتحاول أن تصور أن ما يجري هو مشهد قتالي بين جيشين متكافئين في القدرات العسكرية، في مسعى لتخفيف الضغط عليها، عبر خلق مبررات أمام المجتمع الدولي لاستمرار الحرب الطاحنة.
قامت “إسرائيل” كتجمع استيطاني عسكري يضم أبناء قوميات متعددة يتباينون في اصولهم الحضارية، وهذا ما جعل التناقضات تطفو على السطح طوال تاريخ هذا الكيان.
منذ ستة أشهر وجيش العدوّ الإسرائيلي ما يزال يخبط خبط عشواء، في قطاع غزّة، باحثًا في أروقة المستشفيات وغرف العمليات وتحت أسرّة المرضى والجرحى عن صورة انتصار، لنزول قياداته السياسية والعسكرية من الشجرة والخروج من حرب هزت أمن كيانه الغاصب، وضربت في السابع من شهر أكتوبر مسمارًا في نعش هذا الكيان الموعود بالزوال.
أبرز ما يميّز الحرب التي تخاض اليوم على وسائل التواصل، أن حسابات إسرائيلية مزوّرة وأخرى عميلة ومتعاملة معها، تشنّ هجومات عبر الإنترنت على كل ما يمكن أن يُظهر قوة لبنان ووحدته.
تتكامل سياسة التجويع الإسرائيلية لسكان قطاع غزة مع خطة خلق نواة لجهات تدير غزة من بوابة توزيع المساعدات الإنسانية، وخلق بديل محلي ليس بعيداً عن حماس وفتح وحسب، بل بعيداً عن أي بعد سياسي للقضية الفلسطينية.
يحاول الرئيس التركي تحويل امتنان الحلف لتوسّع “الناتو” إلى دين من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني، يتجلّى التحوّل في موقف الحكومة العراقية في اعتبار حزب العمال الكردستاني منظّمة محظورة.
من هنا يمكننا استخلاص أن زيارة بلينكن تأتي لكسب الوقت وربما تنطوي على مجرد تأجيل لمعركة رفح لحين استكمال ضروراتها من تأمين للميناء وللحدود المصرية واستكمال إجراءات الحصار للمقاومة والانفراد بالمدنيين العزل في غزّة، مع رفع الحرج عن الأنظمة الرسمية التي باتت تستشعر الحرج وفقًا لما نقلته بعض وسائل الإعلام عن مسؤول سعودي أن الجماهير باتت تنظر لمحور المقاومة على أنه الوحيد المدافع عن فلسطين وأن جميع الأنظمة خائنة.
يتضح من مشروع القرار الأميركي أن واشنطن تركت هامشًا للمناورة حتّى في حال صدور القرار وفق الصيغة الأميركية المقدمة على اعتبار أنه لا يتضمن ما يلزم “إسرائيل” بوقف عدوانها على غزّة، لكنّه يأتي متناغمًا مع الجولة الجديدة لوزير الخارجية الأميركي بلينكن في المنطقة والتي ابتدأها من السعودية ومن ثمّ مصر على أن يختتمها بزيارة الكيان الصهيوني.
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
12 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 15