مواقف لا ترقى لمستوى الحدث

رشيد حسن

الخميس 11 أيار (مايو) 2017

مواقف باهتة برزت، ولا يزال بعضها يراوح في مكانه، كرد فعل، على اضراب اسرانا البواسل، وقد دخلوا اليوم “25”، بصمود وكبرياء واصرار، وارادة لا تلين. هذه المواقف لم ترق الى مستوى الحدث الاسطوري التاريخي، حيث يصنع الاسرى المكبلون بالاصفاد والاغلال، يصنعون مجد شعب، ويعيدون الحياة لامة، توشك ان تندثر، وتدخل سجلات النسيان، ليصدق فيها القول “امة سادت ثم بادت”...!! ويسقطون القناع عن وجه العدو الذي خدع العالم طويلا، فاذا هو وجه فاشي، لايقل فاشية عن النازيين.
ومن ابرز هذه المواقف هو موقف قيادات فلسطينية، وهو موقف خجول، مرتبك ... فرغم أن السلطة أيدت الاضراب، وهي لا تملك الا تأييده الا ان أفعالها وممارساتها، لم ترق الى مستوى الحدث، وخطورته وتداعياته الخطيرة، على القضية والشعب، واقتصر نشاطها في المشاركة في خيم الاعتصام، والمسيرات والمظاهرات ... وغاب عنها الفعل، أو بالاحرى غاب عنها اجتراح الافعال المؤثرة الفاعلة، التي تخرج الشعب كل الشعب، من مربع الانتظار، ومن حالة اليأس والتعايش مع العدو، وتفرض نمطا جديدا من الاشتباك اليومي مع الاحتلال، الذي استباح الارض والانسان والمقدسات، في كافة مدن ومخيمات الضفة والقطاع ... هذا اولا.
ثانيا: وهنا نتساءل ؟؟ لماذا لم تقم السلطة بالاعلان عن صوم ولو يوما واحدا تضامنا مع الاسرى؟، في الوقت الذي اعلنت فيه شخصيات سياسية ودينية وازنه، ونشطاء سياسيي الصوم، امثال الدكتور سليم الحص، والبطريرك اللحام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، والبطريك المناضل المعروف عطالله حنا، و1500 ناشط مغربي ونشطاء جزائريين ومصريين واردنيين ,وفرنسيين... الخ.
وفي هذا الصدد نقترح على قيادة السلطة والنخب السياسية أن يعلنوا الجمعة القادم يوم غضب فلسطيني، وأن يدعو الشعب الفلسطيني وابناء الامتين العربية والاسلامية الى الصيام دعما للاسرى الابطال وقد دخلوا مرحلة الخطر الحقيقي، اذ تم نقل عدد منهم الى المستشفيات للعلاج، بعد ان فقدوا كثيرا من وزنهم، وتعطلت بعض حواسهم وقامت سلطات العدو بالاتصال مع الحكومة الهندية لاستقدام اطباء هنود، لاطعامهم بالقوة، بعد ان رفضت نقابة الاطباء الاسرائيليين الاقدام على هذه الخطوة المخالفة للقوانين الدولية، وتعتبر بمثابة تنفيذ حكم الاعدام بهم.
ومن ناحية اخرى، فالموقف العربي الرسمي اكتفى باجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين، واصدار بيان تنديد واستنكار وشحب، ما لبث ان دخل ادراج الجامعه ليكون مصيره النسيان.
ندعو الجامعة وامينها العام، والتي استنفرت أكثر من مرة، وعقدت اجتماعات طارئه لتبرير التدخل الاجنبي في الازمات السورية والليبية والعراقية، ما شكل سابقة خطيرة، ونسفا لميثاق الجامعة ولمنظومة الامن القومي ... ندعوها ان تدعم الاسرى الابطال الذين يدافعون عن الامة، وعن مقدساتها، بتبني قضاياهم، واثارتها في الامم المتحدة، والمنظمات الانسانية “العفو الدولية وحقوق الانسان”، واستصدار قرار اممي ينص على اعتبار ألاسرى الفلسطينيين أسرى حرب وليس اسرى جنائيين، كما تعاملهم سلطات الاحتلال.
فهؤلاء الاسرى هم رسل الحرية، الذين قاتلوا من اجل تحرير وطنهم، وتحرير شعبهم ... شأنهم شأن مانديلا، جيفارا، كاسترو، هوتشي منه ... الخ ... اما اللصوص فهم من سرقوا الارض والوطن بالقوة ... بارتكاب المحارق والمجازر ، وبشن حروب الابادة على شعب اعزل.
باختصار ...
ندعو الجامعة العربية والدول الشقيقة الى دعم الاسرى والعمل على استصدار قرار اممي باعتبارهم اسرى حرب ... وندعو قيادة السلطة والنخب السياسية الى اعلان النفير العام دعما للاسرى .. وقد دخلوا مرحلة الخطر الفعلي.