] إضراب الكرامة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 8 أيار (مايو) 2017

إضراب الكرامة

ريم يوسف الحرمي
الاثنين 8 أيار (مايو) 2017

لا أحد يتحدث عن إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أو الإضراب المعروف بـ“إضراب الكرامة”، فهنالك تجاهل إعلامي واضح حول الإضراب الفلسطيني احتجاجًا على الأوضاع السيئة والمهينة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيين سواء من سوء المعاملة أو الرعاية الطبية السيئة ومنع الزيارات العائلية.

فإسرائيل تعامل الفلسطينيين الأسرى لديها بكل ما ينتهك ويخالف “المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء” التي اعتمدتها الأمم المتحدة، بل أيضًا هددت إسرائيل بإطعام الفلسطينيين قسرًا وهو ما يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، فإسرائيل تستغل كل صمت دولي، وكل إفلات من المسائلة القانونية والأخلاقية لتتمكن من ممارسة كل الانتهاكات التي يجيزها الاحتلال ضد الفلسطينيين.

التجاهل الدولي لما يعاني منه المساجين الفلسطينيون غير مستغرب تماما، لكن ما هو مستغرب أنه دوما ما يتم “شيطنة” الفلسطينيين و“شرعنة” الاحتلال في الإعلام والذهن الغربي، فدائمًا ما يصور الفلسطينيين المقاومين للاحتلال بأنهم انتحاريون وخطر على أمن إسرائيل ودائما ما يُعاب على الفلسطينيين الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية بين مختلف الفصائل السياسية، لكن لا أحد يتحدث عن الأسباب التي أوصلت حال الفلسطينيين لما هم عليه اليوم، أي بسبب كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلية وحكومة نتنياهو وتجاهله لما تضمنته اتفاقية أوسلو والدعم الدولي الذي تتلقاه إسرائيل مسؤول أيضا، أما شعبيًا فهنالك تطرف مسكوت عنه من قبل بعض الفئات في إسرائيل الدينية والعلمانية، فبينما يضرب الأسرى الفلسطينيون، قامت مجموعة من المستوطنين بإقامة حفل شواء أمام سجن عوفر الذي يتواجد فيه الفلسطينيون، وتلك إحدى صور الاستفزاز الدنيئة المتكررة للإسرائيليين حكومة ومستوطنين أيضًا ضد الشعب الفلسطيني، لكن لا عجب فالاحتلال والممارسات الإسرائيلية الهمجية والقمعية لا خُلق لها.

في الوقت الذي يقاوم فيه الفلسطينيون الاحتلال بكل سلمية من خلال معركة الأمعاء الخاوية، لا يتحدث أحد عن تلك المقاومة السلمية لربما لأنها لا تتوافق مع الصورة النمطية التي رُسمت عن الشعب الفلسطيني، التي صورت المقاومة بشتى أنواعها على أنها إرهاب، وصورت الفلسطيني بأنه إرهابي، لكن في الوجه المقابل فهي تصور الوضع الإسرائيلي بصورة رومانتيكية حول واقع الشارع الإسرائيلي، والشعب الذي يريد أن يستمتع بالحياة، لكنه لا يستطيع بسبب الفلسطينيين كما يتخيل لهم.

معركة النضال الفلسطيني لن تنتهي حتى ينال الفلسطينيون حريتهم، حتى وإن تغاضى المجتمع الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية إلا أن إضراب الكرامة هو تأكيد آخر للصمود الفلسطيني الشجاع في وجه الاحتلال الجبان.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 140 / 2289188

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

98 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 100

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010