] لكي لا ننسى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 25 نيسان (أبريل) 2017

لكي لا ننسى

رشيد حسن
الثلاثاء 25 نيسان (أبريل) 2017

في ظل حالة الضياع التي تعيشها الأمة، وانحراف البوصلة، نجد لزاما تذكير من نسي، أو من تناسى، لا فرق، بأننا نتفيأ هذه الايام ظلال مناسبة عظيمة هي من أهم المناسبات الدينية، وأكثرها تأثيرا وأثرا، وأهمها دلالات وتداعيات، ونعني ذكرى الإسراء والمعراج الكريمة “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله” صدق الله العظيم.
كلام كثير ومكرور قيل ويقال في هذه المناسبة، وكله يصب في مربع الخطاب الانشائي الخشبي، الذي يضر أكثر مما ينفع، ويسهم في زيادة الاحباط، وارتفاع منسوب اليأس ... ما دام خطابا كسيحا لا يرقى إلى مستوى الفعل، ولا يجد أرجلا يمشي عليها.
لا نريد أن نجلد الذات أكثر ما جلدت وتجلد صباح مساء، ولكن لا باس من تذكير الأمة والأنظمة سواء بسواء، بالواجبات الملقاة على عاتقها، من باب مركزية القدس والأقصى في العقيدة الاسلامية، ومن باب قدسيتها وخطورة التخلي عنها، او التقصير في حمايتها وانقاذها من الخطر الصهيوني الماحق الذي يهددها ويتهددها.
فالقدس باب السماء، اليها عرج الرسول عليه الصلاة والسلام، ومنها سرى الى سدرة المنتهى، وفي الاقصى أم الانبياء عليهم السلام، وفي الاقصى نزلت أية من القران الكريم، لتنضم القدس الى مكة المكرمة والمدينة المنورة بصفتيهما مهبط الوحي، ونزول القران الكريم على سيد البشر، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
القدس تتعرض اليوم لخطر التهويد، لخطر ازالة هويتها العربية الاسلامية، وطلاء وجهها العربي الاسلامي الجميل، بطلاء يهودي مزور قبيح، تثبيتا للرواية الصهيونية الملفقة، المستندة للخرافات والاساطير.
لا نريد أن نطالب الانظمة العربية بتحرير الاقصى والقدس، وهو حق وواجب وفرض، ولكننا نطالبهم فقط بان يقدموا اليسير ليبقى الدم العربي يسري في عروق المدينة، في ابنيتها، شوارعها، مدارسها، جامعاتها، مستشفياتها، نطالبهم بالحفاظ على زيت الاقصى لتبقى شموعه مضيئة، ونطالبهم بدعم مدارس الايتام، وانقاذ الأبنية التاريخية والأثرية التي تحمل بصمات التاريخ العربي. نطالبهم بالاستثمار في القدس، باقامة مشاريع اسكانية، لاستيعاب الشباب، والايفاء بالتزاماتهم تجاه صندوق القدس. نطالبهم ... نطالبهم ...!
ولا بأس في هذا المقام من التذكير بالمليونير اليهودي الروسي “موسكوفيتش”، الذي مول ويمول اقامة المستوطنات داخل القدس وحولها، وقد مول حتى الآن اقامة “42” مستعمرة تحيط بالقدس احاطة السوار بالمعصم، وتفصلها عن محيطها العربي. لقد نجحت الوكالة اليهودية في توظيف المال اليهودي لاقامة الدولة، من خلال اقامة المستعمرات الزراعية في البداية “الموشاف”، فمول المليونير اليهودي الفرنسي “روتشيلد” اقامة اول “30” مستعمرة في أواخر القرن التاسع عشر، ومن بينها مستعمرة “بتاح تكفا” ومعناها بالعربية “الأمل” ...
اليس من العار على الاثرياء الفلسطينيين والعرب أن يسارعوا في دعم الأندية الرياضية الاوروبية، وسباقات الخيول، ودعم الحدائق العامة، وشراء العقارات القديمة والتاريخية، في كل انحاء اوروبا، وفي لندن وروما ومدريد وباريس، الخ ... فيما يعصبون عيونهم ويصمون أذانهم عن سماع استغاثة الاقصى والقدس. فلماذا لا يستثمرون في القدس، ويرممون ابنيتها التاريخية، ويقيمون المشاريع الصناعية، والزراعية والغذائية، ومشاريع للاسكان ... الخ، فيكسبون مجد الدنيا، وثناء شعبهم، وثواب الاخرة، ويدخلون سجل الوطنية الفلسطينية من أوسع أبوابه ... باب البذل والعطاء والبناء.
باختصار ...
في ذكرى الاسراء والمعراج، نؤكد على حقيقة الحقائق، وهي ان الصراع بيننا وبين الصهاينة قديم، ومستمر حتى يرث الله الارض ومن عليها. وأن أهم مفاصل هذا الصراع هو الصراع على القدس وفلسطين، والذي هو امتحان لإيمان وعقيدة وارادة العرب والمسلمين، فاما أن يهبوا ويحرروا معراج الرسول عليه السلام، واما ان يتقاعسوا ويسلموا بالكذبة الصهيونية، وهو السقوط بعينه، لتدور بعد ذلك عليهم الدوائر.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28