] “الأمعاء الخاوية” تستصرخ ضمير العالم - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 19 نيسان (أبريل) 2017

“الأمعاء الخاوية” تستصرخ ضمير العالم

الوطن العمانية
الأربعاء 19 نيسان (أبريل) 2017

بينما كل يوم من مأساة أسرى فلسطين ولاجئيها في الشتات ينضح بحكايات الأسى وطعم المرارة، تستمر منظمة الأمم المتحدة في غيبوبتها ويسترسل مجلس الأمن عبر بعض دوله دائمة العضوية في محاكاة مناخ الهيمنة، ودعم الاحتلال الإسرائيلي بكل ما أوتي من قوة مالية واقتصادية وعسكرية، من منطلق أن هذا الاحتلال هو إحدى الأذرع الممكنة من مد نطاق الهيمنة لبعض أعضاء مجلس الأمن، وبالتالي لا غرو أن تكون كل جرائم الحرب الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني أو بحق الشعوب العربية مسكوتًا عنها في جانب، ومدافعًا عنها من قبل ذلك البعض في جوانب أخرى وفي الكثير من محطات المواجهة السياسية والدبلوماسية، بل وضع هذه الجرائم في خانة “الدفاع عن النفس”.
وتعد مأساة الأسرى الفلسطينيين واحدة من بين القضايا التي تؤكد حقيقة الدور الذي تلعبه بعض دول مجلس الأمن الدولي في مناصرة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن جرائمه، ذلك أن هؤلاء الأسرى هم ضحية إرهاب دولة يسعى إلى سلب حقوق الشعب الفلسطيني سعيًا نحو تصفية قضيته، فقد جرى اعتقالهم تعسفًا وظلمًا ودون جرم يستحقون عليه الاعتقال، ولا تزال تشن بحق الشعب الفلسطيني حملات الاعتقال التعسفي والقسري، ويقبعون في سجون الاحتلال دون تهمة أو محاكمة عادلة، بل تنتهك حقوقهم ويتم تحويلهم إلى أدوات تجارب، حيث عدَّت عقلية المحتل الإسرائيلي المتشبعة بالعنصرية والتصفية والإلغاء والإقصاء التخلص من الشعب الفلسطيني، سواء عبر الاعتقال أو القتل أو التهجير هو إحدى الركائز المؤدية إلى تحقيق الحلم التلمودي بإقامة كيان يهودي خالص، حيث ترى عقلية المحتل الإسرائيلي في العامل الديمغرافي الفلسطيني وتفوقه على نظيره الإسرائيلي خطرًا يقوض الخطط والأهداف الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية تمهيدًا لإعلان الكيان اليهودي الخالص والخاص بالشعب اليهودي فقط.
ومهما تعامى العالم عن فظائع كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مدى ما يقرب من قرن كامل، فإن هذه الفظائع ستظل قذى في عيون المنافقين الدوليين ووقرًا في آذانهم، وبخاصة قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأمس احتفل الفلسطينيون بيوم الأسير لتذكير العالم بأن هناك حقائق مجردة لن يفيد التعامي عنها، حيث يخوض نحو ألفي معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلية معركة “الأمعاء الخاوية” بتنفيذهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام بقيادة مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية للحركة، المعتقل منذ عام 2002، مطلقين صرختهم لضمير العالم وكل مدعي حماية الحريات وحقوق الإنسان، مطالبين بتحسين ظروف حياتهم الاعتقالية، ومعاملتهم معاملة إنسانية ترتقي إلى كرامة الإنسان وحفظ حقوقه واحترامها.
وحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن كيان الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 6.500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق. ووفق البيان، فقد وصل عدد المعتقلات الفلسطينيات (57)، من بينهن (13) فتاة قاصرًا. كما يعتقل كيان الاحتلال الإسرائيلي (13) نائبًا في المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني، بينهم امرأة وهي سميرة الحلايقة، وأقدمهم مروان البرغوثي المعتقل منذ 2002، والمحكوم بالسجن لخمسة مؤبدات، إضافة إلى النائب أحمد سعدات والمعتقل منذ 2006، والمحكوم بالسجن لثلاثين عامًا.
إن هذه المعركة التي أقدم عليها هؤلاء الأسرى ليست عن رفاهية وفراغ، وإنما انطلاقًا من حجم الظلم وعظم الجرائم المرتكبة بحقهم، وبالتالي فهي تحمل رسائل إلى كل ذوي الضمائر الحرة، وتضع أولئك هللوا وكبروا وصفقوا لحليفهم وصديقهم بنيامين نتنياهو حين حرض على سوريا مستغلًّا حادثة خان شيخون في إدلب، أمام مسؤولياتهم الأخلاقية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 17

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28