] لماذا تقلق إسرائيل رغم الفوضى العربية؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 29 كانون الثاني (يناير) 2016

لماذا تقلق إسرائيل رغم الفوضى العربية؟

بقلم: حسين عطوي
الجمعة 29 كانون الثاني (يناير) 2016

مع أن إسرائيل استفادت كثيراً من الفوضى التي تعبث بالدول العربية وتحولها إلى ساحة حرب تستنزف قدراتها وطاقاتها بعيدا عن مواجهة عدو الأمة العدو الصهيوني، وكان ولا زال للأصابع الإسرائيلية وجهاز الموساد دور أساسي في إذكاء هذه الفوضى والحروب والعمل على إثارة الفتنة، لأنها توفر البيئة الملائمة لتحقيق أهداف المشروع الصهيوني بتصفية القضية الفلسطينية والتسيد عل المنطقة، إلا أن إسرائيل مع ذلك تشعر هذه الأيام بالقلق الشديد على مستقبل وجودها أكثر من أي وقت مضى.

على الرغم من أن المشروع الصهيوني حقق التقدم تلو التقدم على مدى العقود الماضية، ونجح في بناء دولة وتكريس شرعيتها في العالم ونالت اعتراف بعض الدول العربية التي وقعت معها اتفاقات،وحتى من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

لكن السؤال الذي يطرح في هذا السياق هو: لماذا تقلق اسرائيل رغم أن الظروف العربية تصب في مصلحتها؟.

من خلال قراءة للتطورات والمستجدات يتبين أن مصدر القلق الأساسي إنما يكمن في الأسباب التالية:

أولاً: يأتي في مقدمة هذه الأسباب، التراجع في مكانة وهيبة ونفوذ الولايات المتحدة الأميركية، والذي أصبح واضحا من خلال السياسات الأميركية التي باتت تميل إلى عقد التسويات والاتفاقات مع الدول التي كانت تناصبها العداء على مدى عقود مضت، مثل كوبا، وإيران، في حين أصبحت أميركا أكثر استعدادا من أي مرحلة سابقة لقبول التعامل مع روسيا على أساس الندية والتوصل معها إلى اتفاقات لحل بعض الأزمات الدولية، وصوغ القرارات الدولية على قواعد تستند إلى التوازن الدولي الجديد المنطلق من أن النظام العالمي دخل في مرحلة التعددية الدولية والإقليمية التي أنهت مرحلة الهيمنة الأميركية الأحادية على القرار الدولي، ويعتقد المسؤولون والخبراء الإسرائيليون أن الولايات المتحدة تظهر «ضعفاً في منطقة لا ترحم الضعفاء».

ولا شك أن هذا التراجع في مكانة أميركا بدأ ينعكس سلبا على دور ومكانة إسرائيل بتهميش دورها الدولي والإقليمي، وهو ما عبر عنه في مواقف المسؤولين الإسرائيليين وتعليقات وآراء المعلقين والخبراء الصهاينة وابرز هذه المواقف الاسرائيلية هي:

ــ وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان قال في أحدى اللقاءات الإعلامية معه بتاريخ 19/1/2016 في أثناء تعليقه على قرار رفع العقوبات رسميا عن إيران بموجب الاتفاق النووي معها، لقد تحدثنا كثيرا، كل الخيارات على الطاولة، قلنا إننا سنوقف الاتفاق في الكونغرس ومجلس الشيوخ، وفي النهاية للأسف الجميع يرى وينظر: الكلب الذي ينبح لا يعضّ، نحن فعلًا خرجنا من هذا: كنمر من ورق».

ـــ موشيه يعلون نائب رئيس الحكومة ومسؤول الشؤون الاستراتيجية فقد قال في مؤتمر حول العلاقات الصهيونية الأميركية، نظمه مركز (بيغين ـ السادات، في جامعة (بارإيلان)، «إن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أحد أهم مركبات الأمن القومي الإسرائيلي، لذلك فإسرائيل قلقة من تآكل مكانتها.. وهذا التآكل يتجسد في الصعوبات التي تواجهها واشنطن في كبح منافسيها في المنطقة، والحفاظ على ثقة حليفاتها».

ــ الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأميركية، يوسي شاين،حذر من تراجع مكانة الولايات المتحدة إلى «أسوأ الحالات، مما يجب أن يؤثر على متخذي القرارات في تل أبيب، لأن القوة الأولى في العالم عاجزة عن التدخل في السياسة الخارجية، واهتماماتها منصرفة لشؤونها الداخلية»، ولفت «رغم أنه من السابق لأوانه تأبين أميركا باعتبارها القوة العظمى، لكن لا يجوز البتة تجاهل ضعفها في هذا الوقت».

ــ الخبير الإسرائيلي كريغ كوهين فأشار إلى أن الولايات المتحدة «تدخل فترة من الضغط المالي الشديدة، حتى أن الإنفاق على مسألة الدفاع دخل فترة من التمحيص الكبير، في ضوء أن (بئر النفط توقف)، ولن يعمل فترة من الزمن، وربما تكون قيادتها متأكدة من ذلك على المدى القصير، لكن هناك شعوراً متزايداً في تل أبيب وغيرها من العواصم الحليفة لواشنطن بأن زعامتها للعالم باتت تتآكل، في حين أن الدول الأخرى المنافسة والصاعدة تزداد قوة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 38

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28