] نحن والأرض والغزاة! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 1 نيسان (أبريل) 2017

نحن والأرض والغزاة!

يونس السيد
السبت 1 نيسان (أبريل) 2017

كما في كل عام، أحيا الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض بالعديد من الاحتجاجات والمسيرات وغيرها من الفعاليات التي تمجد الأرض باعتبارها محور الصراع مع العدو الصهيوني، وتحث على تحريرها من براثن هذا العدو رغم كل المتغيرات والظروف الفلسطينية والعربية والدولية المعقدة، والمحاولات لم تتوقف عن السعي لتصفية القضية الفلسطينية وتثبيت الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
قبل يوم الأرض، الذي يؤرخ له في 30 مارس/آذار 1976، حين هب فلسطينيو 48 للدفاع عن مصادرة آلاف الدونمات من أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا بقرار من سلطات الكيان الصهيوني، ودارت مواجهات عنيفة مع قوات الغزاة المحتلين سقط خلالها ستة شهداء وعشرات الجرحى واعتقل المئات، قبل ذلك اليوم بعقود من السنين ومنذ قيام الحركة الصهيونية صدور وعد بلفور المشؤوم، كانت الأرض هي عنوان الصراع، وكانت المقاومة ومواجهة الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية بكل ما تملكه هذه المقاومة من أسلحة بدائية هي الهواء الذي يتنفسه الفلسطينيون. ومن أجل الأرض، خيضت حروب عربية لصهيونية، حرب 1948 لمنع إقامة الكيان، وحرب 1967 لتحرير فلسطين التي أصبحت محتلة ثم حرب 1973 لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وبعد 30 مارس 1976 استمر الصراع على الأرض ومن أجل الأرض. لكن ما بين عامي 1976 و2017، 41 عاماً جرت خلالها متغيرات كثيرة وسالت خلالها أنهار من الدماء بسبب الأرض التي باتت تخضع إما لقوانين النصب والاحتيال الصهيوني، وهي قوانين المصادرة والتهجير والتهويد، ووضعها في خدمة المشروع الاستبطاني، خلافاً لكل مواثيق حقوق الإنسان والشرائع الدولية، وإما لمزادات التسوية العقيمة والرهانات على تبادل الأراضي، أي أن الصهاينة يبادلوننا أرضنا بأرضنا.
وهنا لا بد من التذكير بأن الاستيطان الصهيوني زاد أضعافاً مضاعفة بعد توقيع اتفاق أوسلو، وأن الكيان أصبح يسيطر فعلياً الآن على نحو 85 بالمئة من فلسطين التاريخية، مع ملاحظة أن ال 15 بالمئة الباقية يعتبرها الصهاينة جزءاً من «أرض «إسرائيل»» ويعملون عن طريق قوانين الاحتيال أو عن طريق القوة للاستيلاء عليها. لكن هناك بالمقابل، الشعب الفلسطيني المصمم بأغلبيته الساحقة على تحرير فلسطين مئة بالمئة ومن رفح إلى الناقورة ومن النهر إلى البحر، ويرفض أي تسويات مذلة أوأن يبقي شبراً واحداً من أرض فلسطين بيد العدو، وبالتالي فالصراع على الأرض سيستمر، فهي العنوان وهي الماضي والحاضر والمستقبل، فإما نحن أو هم.. إما أصحاب الأرض الشرعيين وإما الغزاة.. فلا يزال على هذه الأرض ما يستحق الحياة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 15

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28