] وقاحة سياسية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 1 نيسان (أبريل) 2017

وقاحة سياسية

صادق ناشر
السبت 1 نيسان (أبريل) 2017

لم تراع مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الأعراف الدبلوماسية في إطار دفاعها عن «إسرائيل» عندما توعدت باستخدام حذائها، إن تطلب الأمر ذلك، إذا ما تعرضت «إسرائيل» لأي نوع من العداء، على حد تعبيرها.
السفيرة نيكي هايلي، وأمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية - «الإسرائيلية» (أيباك) هددت ب«ضرب كل من يعادي «إسرائيل» بالحذاء»، عندما قالت إن «زمن التقريع بإسرائيل قد ولى، وأنا أرتدي حذاء ذا كعب عال ليس من باب الموضة، بل لأضرب به مجدداً في كل مرة يحدث فيها شيء خاطئ».
تتباهى السفيرة الأمريكية بموقف الإدارة الأمريكية الجديدة حيال الدولة العبرية، فهي تقول إن إدارة ترامب تختلف عن إدارة أوباما فيما يتعلق بالتعامل مع «إسرائيل»، وهذا صحيح، وتشير إلى أن مجيئها إلى المؤسسة الدولية ليس من أجل أن تلعب، بل «لتأكيد عودة الولايات المتحدة للقيادة».
وانتقدت هايلي القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن رقم 2234 نهاية العام المنصرم، والمتمثل في إدانة الاستيطان «الإسرائيلي»، واصفة إياه ب«ركلة في البطن، شعرت بها الولايات المتحدة»، وتعهدت ب«عدم تكراره في المستقبل».
الأمر ليس جديداً بالمرة، فموقف الإدارة الأمريكية الحالية يعد امتداداً لمواقف مؤيدة ل«إسرائيل» منذ زمن طويل، لكن لم يجرؤ أي رئيس أمريكي سابق على التصريح بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما فعل دونالد ترامب، ولم يتجرأ سلفه باراك أوباما على التنصل من مشروع «حل الدولتين»، كما هو الحاصل اليوم من مواقف ترامب، والوقاحة التي تخاطب بها السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دليل على خطاب تصعيدي تتبناه الإدارة الأمريكية الجديدة حيال القضية الفلسطينية.
في المحصلة العامة هناك تحريض أمريكي واضح حيال القضية الفلسطينية، فمنذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض تزايدت النغمة السلبية حيال مسار السلام في الشرق الأوسط، وبالطبع فإن هذا يعود إلى الأوضاع السلبية في المنطقة، حيث لا تسمح الصراعات الدائرة في المنطقة بموقف أمريكي يؤيد الحلول السلمية، فالدولة العبرية في حالة من الاسترخاء لأن العرب تركوا الصراع مع «إسرائيل»، وتفرغوا للصراعات فيما بينهم، والتي أثرت بشكل كبير في القضية الفلسطينية ومسار الصراع في منطقة الشرق الأوسط بأكمله.
لن يحصل الفلسطينيون من إدارة ترامب على أي شيء، لأن هذه الإدارة تعد الأسوأ من حيث النظرة إلى القضية الفلسطينية، والتصريحات التي تطلق بين وقت وآخر تؤكد هذه الحقيقة، ولن تجدي الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الولايات المتحدة نفعاً في تغيير النظرة للصراع في الشرق الأوسط، وبالتالي ستشهد العلاقات العربية- الأمريكية، مزيداً من التوتر خلال ولاية ترامب، بل على العكس، سوف تنسف المزيد من التفاهمات التي كان قد تم التوصل إليها خلال الفترات الماضية، فالإدارة الحالية، ستعمل على منح «إسرائيل» الضوء الأخضر لفعل ما تريده، وقد بدأت الدولة العبرية بذلك من خلال الموافقة على بناء وحدات استيطانية جديدة في أكثر من منطقة فلسطينية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28