] “الشاباك” يحتل شاشات التلفزة الإسرائيلية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) 2016

“الشاباك” يحتل شاشات التلفزة الإسرائيلية

بقلم:صالح النعامي
الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) 2016

في غضون ساعتين ظهر يرون بلوم مساء الأحد الماضي على شاشات قنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث: الأولى والثانية والعاشرة، للحديث عن تداعيات عملية التسلل التي نفذها مقاوم فلسطيني إلى مستوطنة “عتنئيل” في جنوب الخليل، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة.

وقد تشابهت الأسئلة التي طرحها مقدمو البرامج الحوارية حول خلفيات الحادث والتوقعات بشأن مستقبل الواقع الأمني في المستوطنات، كما تشابهت إجابات بلوم عليها. ويعد بلوم أحد أبرز “النجوم” التي تسعى وسائل الإعلام الإسرائيلية للاعتماد عليها في سبر أغوار انتفاضة القدس، لأنه سرح قبل عامين برتبة لواء من جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك”؛ وهو الجهاز المخول بمواجهة المقاومة الفلسطينية.

ونظراً لأنه عمل كقائد لـ “الشاباك” في منطقة جنوب الضفة الغربية تحديداً فإن تحليلاته واستشرافه لمستقبل الانتفاضة يصبح أكثر إلحاحاً في نظر القائمين على وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولأن مدينة الخليل قد صدرت حتى الآن أكبر عدد من منفذي عمليات المقاومة. ويجد بلوم الوقت الكاف للموافقة على إجراء مقابلات تلفزيونية وإذاعية في كل الأوقات.

قادة “الشاباك”

ولا يعد بلوم هو الوحيد من قادة “الشاباك” السابقين، الذي يتم الاستعانة به من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية لتقديم تحليلات واستشرافات لمستقبل الانتفاضة. فرئيس “الشاباك” الأسبق يعكوف بيري بات من أبرز “النجوم” الإعلاميين الذين تتنافس قنوات التلفزة الإسرائيلية على استضافتهم.

بيري النائب حالياً في البرلمان عن حزب “ييش عتيد” يقضي الكثير من الوقت في إجراء المقابلات مع قنوات التلفزة والإذاعة، ناهيك عن حرص الصحف على إجراء مقابلات معه. ويعد الجنرالان آفي ديختر، وعامي أيالون، اللذان توليا في الماضي قيادة “الشاباك” من “نجوم” الفضائيات الإسرائيلية. ونظراً لضغط الأحداث والحاجة لقادة “الشاباك” السابقين تضطر وسائل الإعلام للبحث عن أولئك الذين تركوا الجهاز منذ فترة طويلة ويشغلون حالياً مواقع مدنية. فعلى سبيل المثال، لا تجد وسائل الإعلام الإسرائيلية بدا من الاستعانة بمدير هيئة الدفاع المدني شموئيل رومح، للحديث عن الانتفاضة، لأنه سبق أن شغل في الماضي منصب قائد شعبة في جهاز “الشاباك”. وما ينطبق على رومح، ينطبق على حازي كيلو، المدير العام لبنك إسرائيل، الذي سرّح قبل سنين طويلة من الشاباك كرئيس شعبة، وكذلك الأمر مع المدير العام لسلطة الآثار يسرائيل حسون، الذي شغل في الماضي منصب نائب رئيس “الشاباك”.

تجاهل مواقعهم الحالية

وتحرص وسائل الإعلام أثناء إجراء المقابلات مع هؤلاء على عدم الإشارة إلى مواقعهم الحالية، في محاولة لعدم تشتيت أذهان مستهلكي الإعلام. وإلى جانب الاستضافات في استديوهات التلفزة والإذاعات، فإن الصحف ومواقع الإنترنت الإخبارية تستكتب بشكل دوري عدداً من قادة الشاباك. فعلى سبيل المثال، يكتب الجنرال يوئيل أوكرمان، الذي شغل مواقع كثيرة في “الشاباك” في صحيفة “معاريف” عموداً دورياً، كما يكتب بلوم مقالاً في موقع “وللا” الإخباري. وفي كثير من الأحيان تراعي الصحف الإسرائيلية التوجهات السياسية لقادة الشاباك، حيث إن صحيفة “يسرائيل هيوم”، الأوسع انتشاراً في إسرائيل، والتي توصف بأنها “صحيفة البلاط” نظراً لارتباطها بديوان نتنياهو، تحرص على استكتاب الجنرال آفي ديختر، لأنه يعد حالياً من قادة حزب “الليكود” اليميني الحاكم. وفي المقابل، فإن صحيفة “يديعوت أحرنوت” تحرص على استكتاب الجنرال عامي أيالون، الذي يتبنى مواقف أكثر “اعتدالاً”.
ولا يقتصر الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي بقادة “الشاباك” السابقين عبر إجراء الحوارات معهم، بل يتعداه إلى تتبع كل ما يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يتحول كل منشور على “فيسبوك” وكل تغريدة على “تويتر” إلى خبر في صدارة النشرات الإخبارية وعلى صدر الصفحات الأولى.

ومما لا شك فيه أن منشورات الجنرال يوفال ديسكين، الرئيس السابق لـ “الشاباك”، هي الأكثر طلباً، لأن ديسكين، وهو يدير حالياً إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال تأمين المعلومات، ويرفض إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام. لكن ديسكين يبدو نشطاً في التعبير عن وجهات نظره في ما يجري من تطورات أمنية وسياسية من خلال حسابه على “الفيسبوك” و“تويتر”. وترجع الحماسة في تعقب كل ما يكتبه ديسكين إلى حقيقة أن الإعلام قد خلع عليه لقب “مهندس سياسة التصفيات الجسدية”، التي اتبعتها إسرائيل بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000، حيث كان ديسكين حينها نائباً لرئيس “الشاباك”. وبسبب “الهالة” التي يحيطونه بها، فإن تقيييمات وتقديرات ديسكين بشأن عمليات المقاومة خلال انتفاضة القدس وتصوراته بشأن مستقبلها تكتسب أهمية كبيرة.

نجوم الوثائقيات

وإلى جانب ذلك، فقد تحول قادة الشاباك إلى “نجوم” الأفلام الوثائقية التي تنتج حول الواقع الأمني والسياسي في إسرائيل بشكل عام. فقد كان فيلم “حراس العتبة”، الذي أخرجه درور موريا وعرضته قناة التلفزة الأولى قبل أربعة أعوام، أكثر الأفلام الوثائقية في تاريخ إسرائيل التي تركت صدى واسعاً. وقد تضمن الفيلم بالأساس مقابلات مع أربعة من قادة “الشاباك”، وهم: أبراهام بن شالوم، يعكوف بيري، آفي ديختر، ويوفال ديسكين. وقد تحدث الأربعة عن الواقع الأمني وتوقعاتهم بشأن المستقبل.

وقد شغل قادة الشاباك المواقع التي كان يحتلها جنرالات الجيش الذين كانوا “نجوم” البرامج الحوارية، لا سيما وقت الأزمات الأمنية. وبغض النظر عن الفروق الأيديولوجية بين قادة وكبار الضباط السابقين في “الشاباك” يتبين بشكل واضح أن المواقف الاستشراقية النمطية العنصرية تجاه العرب تؤثر على اتجاهات التحليل والاستشراف. فباستثناء أيالون، جميع قادة الشاباك السابقين الذين يتم إجراء الحوارات معهم ييدون حماستهم لمبدأ “ما لم يأت بالقوة يأت بمزيد من القوة”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 77 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010