] جيفارا غزة..مثَلْ رجب…ونتنياهو ! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 12 آذار (مارس) 2017

جيفارا غزة..مثَلْ رجب…ونتنياهو !

د. فايز رشيد
الأحد 12 آذار (مارس) 2017

ان تكتب في حضرة الشهادة, لا يمكنك سوى الانحناء إجلالا لمن خاضوها دفاعا عن الأرض والوطن. هؤلاء, وقفوا بشموخ في الحياة وفي الخلود. سار الوطن مكوِّنا أصيلا في نسغ حروفهم وشرايين دمائهم. توّحدوا مع المنارات على شواطئنا الجميلة, يمسحون حلكة الليالي بوهج نور أقمارهم الوضّاءة. صاروا أغنية الفخر والعنفوان الفلسطيني الأصيل. أينعوا خضرة ربيعية حانية. توحّدوا مع عبق نسائم البحر المتوسطي الدافئ. أنفاسهم صارت وسيلة التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله. دمهم يظل حبرا للتخاطب الوحيد بين أسوار الوطن وغزاته. تدثروا عباءة الشهادة, مدّوها أفقا واسعا في السماء الفلسطينية الرحبة, زرعوها قصيدة عشق. نعم إنهم يجاورون الأزل.
الشهيد محمد محمود الأسود (جيفارا غزة). عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, من عائلة فقيرة, عمل موظفا بسيطا. انضم مبكرا إلى حركة القوميين العرب. وبعد نكسة يونيو ومع انطلاقة الجبهة عام 1967 عُيّن قائدا لإحدى المجموعات المقاتلة, التي نفذت عدة عمليات عسكرية بطولية ونوعية ضد أعداء التاريخ من النازيين الجدد. اعتقل جيفارا مرات عديدة. في آخر اعتقال له, بعد عملية عسكرية كانت مؤلمة للعدو. قام جيش الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة, شملت أكثر من مئة فدائيّ, كان من بينهم “دوّاس بحر” (الاسم الحركي لجيفارا غزة). تم نقله من سجن السرايا وسط القطاع إلى سجن عسقلان, الذي قال عنه موشيه ديّان “إن الخارج منه لن يكون إلا عالة على ذويه”, مكث في السجن عامين ونصف حتى إطلاق سراحه عام 1970. واصل الكفاح التحرري بعد خروجه, قام بنشاط مكثف في إعداد المجموعات العسكرية وتدريبها وتثقيفها. تدرج عن جدارة في موقعه التنظيمي, تميزت مرحلة قيادته للجناح العسكري في الجبهة في القطاع, بنوعية العمليات المقاومة وفعاليتها العالية, وقدرتها على الوصول إلى مواقع مفصلية مؤثرة في الجسم العسكري للعدو الصهيوني. استشهد بعد معركة بطولية خاضها مع رفيقيه الشهيدين عبدالهادي الحايك وكامل العمصي في قطاع غزة يوم 9/3/1972. أبوا الاستسلام, واشتبكوا مع قوات الاحتلال إلى أن استشهد ثلاثتهم, مما دفع وزير الدفاع آنذاك “موشيه ديان” إلى الحضور, للتأكد شخصيا من استشهاد البطل, وقد أقضَّ مضاجعهم وأطار صوابهم. أجبر القائد جيفارا الكيان المحتل على الاعتراف أكثرة من مرة, بأن الجبهة الشعبية تحكم غزة ليلا, والإسرائيليون نهارا.
الشهيدة دلال المغربي فتاة فلسطينية في غاية البساطة والتواضع, حددت قدرها, مضت وهي مدركة أنها لن تعود. سيطرت ورفاقها على الساحل الفلسطيني الجميل عدة ساعات, اشتبكت المجموعة مع العدو واستشهد أفرادها. نتيجة الألم والمرارة التي سببوها بمقاومتهم الباسلة لعدونا الفاشي, امتلأ قلوب قادته (كعادتهم على كل فلسطيني مقاتل) حقدا تفجَّر وحشية فاقت حتى التعامل الفاشي مع الأموات, لذلك مثّلوا بجثة الشهيدة دلال بعد أن أمسك باراك بالبطلة من شعرها وخبط وجهها على الأرض (وهي متوفاة) عدة مرّات (والصور موجودة على الشبكة العنكبوتية).
بالنسبة للمثل العربي, فنصّه: ناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب. اختصارا, لن أكتب قصة المثل العربي. نعم, فما أكثر ما يواجه مطلق كاتب عربي, من الناس وفي كل المواقع (وبخاصة المثقفون منهم) ممن ينقضُّون على جهد مُترجَم مبذولًا في عمل أدبي أو فكري أو سياسي أو ديني, يتبارون وكأنهم ينتظرون الفرص لإظهار كل بلاغاتهم الخطابية واللغوية, لتحطيم ما أمامهم من جهد, دون الإشادة بحسنة واحدة له! إنها العقلية العربية في النقد الثأري, التي إن نمّت عن شيء فعن أن جيلنا الحالي بالفعل, يبتعد رويدًا عن تحقيق الانتصار, ولا أنه الذي يهيئ لجيل النصر! نحمد الله أن هناك شابات وشبابا ونساءً ورجالًا فلسطينيين في كل المواقع, في الوطن وفي الشتات, ضحوا بدمائهم واحتجزت حريتهم في السجون والمعتقلات الصهيونية, وتضحياتهم …لإبقاء قضيتنا في طريق مجدها المتألق, هؤلاء, حقيقة هم الذين إن لم ينتصروا, فهم على الأقل, الجيل الذي يهيئ لجيل الانتصار.
بالنسبة لافتئات مزوّر التاريخ والديماغوجي الأكبر نتنياهو, في تصريحه الأخير في موسكو, من خلال القول بسعي الفرس التاريخي منذ خمسة آلاف سنة ق. م, وخلفائهم الإيرانيين إلى “تدمير الشعب اليهودي” ودعوة بوتين له إلى قلب الصفحة, معتبرا أن “العالم بات مختلفا”.
لقد أثبت كاتب هذه السطور على صفحات “الوطن”, وبكل القرائن التاريخية, وفي مقالات عديدة, أن العبرية, لا تمت إلى اليهودية بصلة, وأنها لغة كنعانية قديمة ظهرت قبل ولادة اليهودية, وأن انتساب اليهود لها هو محاولة لإلصاق يهود اليوم بيهود الأمس, الذي نفى المؤرخون اليهود وجود أية علاقة بينهم, ومنهم (كوسلر, شلومو ساند, إسرائيل شاحاك وغيرهم) عدا عن علماء التاريخ غير اليهود, منهم آرنولد توينبي, كاتلين كينون… وآخرون!).


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

50 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010