] تـهـويــد الـقـــدس - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 7 آذار (مارس) 2017

تـهـويــد الـقـــدس

رشيد حسن
الثلاثاء 7 آذار (مارس) 2017

حقيقتان لا بد من الإشارة إليهما، تفرضهما الوقائع والأحداث الكارثية، التي تعصف بالقدس، قبل فتح دفتر التهويد، وهو قطعا دفتر أسود:
الأولى: أن المدينة المقدسة وعبر تاريخها الطويل، الممتد سبعة الاف عام، أي منذ عهد الكنعانيين واليبوسين الذين بنوها، لم تتعرض لاخطار تهدد بشطب هويتها العربية الإسلامية، وتزوير تاريخها، كما تتعرض اليوم، بفعل العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل عبر ما يزيد عن مائة عام.
الثانية: أن التهويد يسير بخطى متسارعة، وفق برنامج صهيوني خبيث، صاغه الإرهابي شارون، يهدف إلى استكمال تهويد المدينة عام 2020، هذا وقد تم بالفعل مصادرة 86% من مساحة أراضي المدينة، وبالمقابل لا نلمس أية ردة فعل عربية إسلامية حقيقية، تتجاوز مربع الإدانة والتنديد.
أي أننا أمام ثنائية لا معقولة: تهويد بلا حدود، وصمت عربي إسلامي أيضا بلا حدود.
وفي التفاصيل، فلقد بدأ العدو بتهويد القدس بعد احتلالها فورا، إذ عمد إلى هدم حارة المغاربة الملاصقة للمسجد الاقصى المبارك في 11 حزيران 1967، أي بعد أقل من أسبوع على احتلال المدينة، في حزيران 1967.
اجراءات العدو تتمحور حول هدف واحد محدد وهو: تفريغ القدس من سكانها العرب وبكافة الوسائل، بحيث لا يتجاوز عددهم 25%، من مواطني القدس الموحدة، كما كشفت صحيفة معاريف في 8 أيار 1991، إذ أعد الإرهابي شارون مشروعا يقضي بتسمين المستوطنات، وإقامة المزيد منها، واستيعاب مليون يهودي، في إطار طوق استيطاني يحيط بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، ويفصلها عن محيطها العربي. ومن أجل تحقيق هذا الهدف أعلن ما يسمى بالكنيست عن ضم القدس الشرقية، وأن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وأقر عددا من القوانين أبرزها: توسيع حدود المدينة من 6.5 كيلومتر مربع، إلى 72 كيلومترا مربعا.
وقد أعلنت سلطات الاحتلال في عام 1969 تفاصيل مشروع القدس الكبرى، والذي يضم “15” مستعمرة تشكل الحزام الأمني الثاني حول القدس، ويهدف بالدرجة الأولى إلى محو هوية القدس العربية الإسلامية وإحلال الهوية اليهودية مكانها، وتطويق الأحياء العربية وفصلها عن الأحياء اليهودية.
وجاء قرار إقامة جدار الفصل العنصري، وهو جدار سياسي لتحقيق هذا الهدف، من خلال فصل التجمعات السكنية العربية عن القدس، فهذا الجدار يفرض الحل الذي تريده إسرائيل للتسوية، فتستولي على الأراضي التي تريدها، وتضم الكتل الاستيطانية وفقا لخطتها، وتحول الدولة الفلسطينية إلى كانتونات، وتحاصر المدن الفلسطينية فتحولها إلى معازل لها أبواب للدخول وأخرى للخروج، وتفصل بين القرى العربية وأراضيها. ومن هنا يشكل الجدار العنصري أخطر مراحل الاستيطان، حيث ترك 236 ألف مستوطن يعيشون في 155 مستعمرة، ويستولي على ما مجموعه 107 كيلومترات مربعة من مساحة الضفة الغربية، و31 بئرا ارتوازيا، ويعزل 16 قرية يسكنها 12 ألف فلسطيني، أصبحوا معزولين بين الجدار الفاصل والخط الاخضر.
وفي هذا الصدد، لا بد من الإشارة بأن العدو يطلق على المنطقة التي تضم الأحياء العربية المهددة بالاقتلاع “الحوض العربي” إذ تنص بروتوكلات المخطط الهيكلي لمدينة القدس للفترة من 2000-2020، باقتلاع السكان العرب -الغوييم- أي الأغراب، وإحلال “ابناء الاباء” مكانهم.
كافة الاستطلاعات الصهيونية تؤكد رجحان كفة اليمين والمتطرفين الصهاينة، وتؤكد أيضا أن الروح الاستيطانية هي المسيطرة على الشارع الإسرائيلي، وأن المفهوم الاستيطاني يقوم على تفريغ الأرض من سكانها العرب وإحلال المستوطنين مكانهم، عبر الوسائل التعسفية والقهرية.
فالاستيطان عدوان متواصل، واداته هي إرهاب الدولة الإسرائيلية، وغايته تهويد كامل الأراضي العربية الفلسطينية، بعد طرد سكانها العرب منها بكافة الوسائل.
باختصار ... القدس تعيش ربع الساعة الأخير في مواجهة التهويد الصهيوني، ويوشك هلالها أن يغيب، وعملية إنقاذها تستدعي هبة عربية إسلامية، وعلى كافة الصعد، قبل أن يغرقها طوفان التهويد، الذي بدأ يدق أبواب الأقصى.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010