] الحرب التي تأتي ولا تأتي! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 4 آذار (مارس) 2017

الحرب التي تأتي ولا تأتي!

زهير ماجد
السبت 4 آذار (مارس) 2017

قفزت إلى الواجهة خلال الأسبوع الماضي معلومات عن إمكانية قيام حرب في الشرق الأوسط، وليس غير إسرائيل من يشنها بالطبع. بل هنالك من يصر أن ربيعا ساخنا سيواجه هذه المنطقة، ولن يكون لبنان بمنأى عنها، بل ربما هو في عين تلك العاصفة الآن، رغم أن خبراء ما زالوا يرفضون قيام حرب بين إسرائيل وحزب الله نظرا لوجود توازن ردع بين الطرفين، وهو ما يسمح ببقاء الستاتيكو الحالي على حاله.
تفاجأ نتنياهو بالتقرير الجديد حول إخفاقه في حرب غزة الأخيرة، ربما لن يمر هذا التقرير مرور الكرام، بل قد يترك آثاره كما حدث للقيادة الإسرائيلية التي أدت دورا في حرب العام 2006 وأخفقت في القضاء على الحزب، فجاء تقرير فينوجراد ليوجه ضربة قاسية لها تم نفيها تماما عن صدارة السياسة الإسرائيلية ومشتقاتها. فهل يتقبل نتنياهو التقرير الجديد أم يحاول غسله بعمل عسكري ما، لا سيما وأن القراءة الإسرائيلية لحالة حزب الله باتت تؤكد وصول أسلحة إليه من النوع الذي ممنوع تملكه ولا يسكت عنه إطلاقا. ومع أن الحزب على جهوزية تامة وهو في حال استنفار دائم، إلا أنه كان خلال الأسبوع الماضي متأهبا تماما للاحتمالات الواردة أعلاه.
الإسرائيلي يعرف أنه أمام عدو شرس ومتمرس وذكي ويعرف عنه ما لا يعرفه عن نفسه وإمكانياته.. بل هو يحاربه بمفاهيمه وبوقائعه الشعبية، وليست التظاهرات الإسرائيلية المطالبة بنقل مركز الأمونيا في حيفا سوى صورة المتابعة الدقيقة لإسرائيلي خائف ومذعور من الآتي الذي قد يأتي ولا يأتي، لكنه بلغ جدود القلق فصار حقيقة أنه واقع لا محالة. لكن البساطة في ذلك، أن هذا الأمونيا ستلاحقه صواريخ حزب الله أينما نقل، وإلا في البحر كما قال نصرالله. ولا يقف الأمر عند هذا الخزان بل صار مفاعل ديمونا قلقا آخر، لكنه الأخطر نظرا لمحتوياته، رغم أنه هرم وشاخ وهو قد أنشئ في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.
المعلومات عن الحرب ليست جديدة، خصوصا وأن المنطقة تعيشها عربيا داخليا، بانتظار أن يقع المفصلي فيها وهو إسرائيل وحزب الله، وهذه أيضا قائمة على مدار الساعة، رغم كل الأقوال التي تشي بأنها سوف لا تقع لأسباب متعددة إسرائيلية بالطبع. ومع ذلك، فليس هنالك ما يضمن أن الإسرائيلي سيظل يتطلع إلى الجبهة اللبنانية بعين مرتجفة، وأنه أمام حليفه الملتصق به الأميركي على تبادل معلومات واقتراحات بهذا الشأن وبحث عن الخروج من الدوامة، فالإسرائيلي يعتقد أنه “جاهز” للمسير نحو الحرب التي لا مفر منها، وهي اليوم قبل الغد، وكلما طالت مدة الامتناع عن خوضها، يصير صعبا تنفيذها في المستقبل.
في كل الأحوال، الحرب الآتية التي لا تأتي ولا بد لها أن تأتي مهما تأخرت، هي قانون حتمي لم يعد بإمكان الإسرائيلي الانتظار حتى يشيخ حزب الله وهو كل يوم أكثر شبابا، بل لا بد من تدارك أمر وجود إسرائيل التي تقرأ كلها أن أي خطأ منها تجاه إيران تحديدا سوف “يدمر تل أبيب وحيفا خلال سبع دقائق”، كما يقول الإيرانيون. فهل سيكون التدمير من منصات من داخل إيران أم ..؟ ثم هل نقول المفهوم السوفيتي للحرب إن خير الدفاع هو الهجوم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 12

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010