] من يحمي الأسرى من الاحتلال؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 27 شباط (فبراير) 2017

من يحمي الأسرى من الاحتلال؟

يونس السيد
الاثنين 27 شباط (فبراير) 2017

لا حاجة للحديث عن أي ضوابط قانونية أو أخلاقية للكيان الصهيوني، وقضائه «العادل والنزيه جداً» تجاه الأسرى الفلسطينيين، والمحررين منهم بالذات، بقدر ما يطرح السؤال نفسه عن جدوى صفقات «تبادل الأسرى» بالطريقة التي تتم بها دون ضمانات ولا حماية، وقبل هذا وذاك، غياب الأرضية القانونية الدولية في التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين جميعاً ك«أسرى حرب»، وفق الشرائع والمواثيق الدولية.
من نافلة القول، إن الحرب المفتوحة للاحتلال على الشعب الفلسطيني، تُسقِط في طريقها كل هذه الاعتبارات، لأنه ما زال التعامل مع الكيان الصهيوني يتم باعتباره «دولة» فوق القانون، وهذا بفضل الحماية، التي توفرها له واشنطن، والكثير من عواصم الغرب، ما يبقيه في منأى عن أي محاكمة أو مساءلة في المحافل الدولية، لكن مرة أخرى، من يحمي «الأسرى المحررين» من ظلم الاحتلال، وبطشه، وجبروته، وانتقامه القهري؟!، ليس فقط بإعادة اعتقالهم، بل بإعادة الأحكام الجائرة السابقة، التي كانت مفروضة عليهم قبل تحريرهم، كما في حالة الأسير نائل البرغوثي، الذي أمضى حياته قيد الاعتقال بين عامي 1978 و2011، قبل أن يُطلَق سراحه في «صفقة شاليت» ثم يعاد اعتقاله بعد عام في 2012 مع نحو 63 أسيراً جرى تحريرهم في الصفقة نفسها!، ليجد نفسه قد أمضى نحو ثلاث سنوات أخرى في السجن، قبل أن تقرر سلطات الاحتلال إعادة فرض حكم قديم بالمؤبد عليه، بشكل تعسفي، فيما حكمت سلطات الاحتلال على السفاح الصهيوني، الذي أعدم الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بالسجن 18 شهراً، على نحو يترجم سياسة الاحتلال العنصرية والقهرية بامتياز.
نائل البرغوثي هو واحد من عشرات الأسرى المحررين، الذين أُعيد اعتقالهم في إطار سياسة ملاحقة الاحتلال لهم والانتقام منهم. وهناك من تم تحويله إلى الاعتقال كالصحفي محمد القيق، والناشطين جمال أبو الليل، ورائد مطير، وهم جميعاً دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، لكن السؤال يبقى مفتوحاً عن جدوى «الصفقات» ما لم تكن مشفوعة بضمانات دولية، كأن تخضع لمصادقة الأمم المتحدة، وتتضمن توفير الحماية الكاملة للأسرى، وفرض عقوبات على الاحتلال في حال انتهاكها.
السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية الكاملة عن عجزها وتراخيها وإهمالها لملف الأسرى، وعدم متابعته إلى جانب كل «جرائم الحرب»، التي يرتكبها الاحتلال أمام المحاكم الدولية، ونقل ملف القضية الفلسطينية برمته إلى الأمم المتحدة، والمحافل الدولية، فيما تتحمل الفصائل الفلسطينية بدورها مسؤولية عدم الرد على جرائم الاحتلال بتصعيد المقاومة، وإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني التحرري، والإقلاع عن أي مراهنات أخرى بديلة للمقاومة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 14

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010