] إلى الذين يقلقهم سلاح المقاومة... لبنان باق والمقاومة سيفه وترسه... - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2017

إلى الذين يقلقهم سلاح المقاومة... لبنان باق والمقاومة سيفه وترسه...

اياد موصللي
الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2017

المقاومة.. سلاح المقاومة.. وجود المقاومة.. سرية المقاومة.. حروب المقاومة.. هموم تقضّ مضاجع مجموعة من اللبنانيين الذين يدفعهم «خوفهم» على الوطن وسلامته وأمنه وحريته واستقلاله الى الخوف من سلاح المقاومة ووجودها. اما «إسرائيل» فلا خطر منها علينا!! وأما الارهاب فهو برد وسلام…!!

حقاً انّ شرّ البلية ما يضحك.. وحقاً اذا لم تستح فقل وافعل ما تشاء..

اجتاحت «إسرائيل» لبنان عام 1982.. بذريعة اغتيال سفيرها في لندن ومطاردة الفلسطينيين.. وبعد تنفيذ أهدافها انسحبت وأبقت قوة لها في جنوب لبنان.. بذريعة حماية أمنها.. وهاجمت عصابات الإرهاب لبنان وحوصرت في جرود عرسال..

المؤمنون بأمتهم، المؤمنون بوطنهم، المؤمنون بأنهم أحرار من أمة حرة رفضوا القرار الإسرائيلي، وضعوا حداً لإسرائيل وللإرهاب.. رفضوا الخضوع، رفضوا الخنوع، وأعلنوا انّ الحياة وقفة عز وانّ من تقاعس عن الجهاد مهما كان شأنه فقد أخّر في سير الجهاد، لا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…

بدأت المقاومة ضدّ العدوان الإرهابي والعدو الاسرائيلي وسقط الشهداء وبرز الأبطال وبدأت تظهر حقيقة هذا الشعب الذي أثبت انّ فينا قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ، وها هي فعلت وغيّرت التاريخ، وقضت المقاومة على أعتى قوة وجيش في المنطقة، الجيش الذي قيل عنه إنه لا يقهر، لكن مقامتنا في لبنان قهرته.. بدءاً من حاصبيا وخالد علوان وسناء محيدلي والعشرات من الأبطال في الحزب السوري القومي الاجتماعي.. والحزب الشيوعي.. وحركة أمل وحزب الله.. مقاومة فتحت صفحات التاريخ وكتبت العنوان الجديد.. شهداؤنا يمثلون انتصاراتنا الكبرى.

كذلك تضع سورية حداً للإرهاب وتحجّمه مع أسياده بمشاركة المقاومة اللبنانية.

في لبنان تجدّد تاريخ أمتنا ولقنّا العدو الدرس الذي نسيه في تاريخه الذي مضى وأراد تجديده وتحقيق حلم وأوهام اسرائيل.. وطردناه من أرضنا ذليلاً مدحوراً. فممّ يخاف أولئك القلقون؟ وبماذا يزعجهم سلاح المقاومة ووجودها؟

يوم أسّست «إسرائيل» جيش لحد.. جيش لبنان الجنوبي كما سمّته من مجموعة من الخونة والعملاء وبدأ هذا الجيش يبتز المواطنين ويرهبهم ويقتلهم ويسلب أرزاقهم لم نسمع صوتاً يحتجّ ولم نسمع صوت القلق والخوف على لبنان..!

يوم وطأت «إسرائيل» أرض لبنان واستقرّت في الجنوب كانت تكتب الصفحة الأولى من مشروعها الرامي الى تحقيق نبوءة حاخاماتها في الاستيلاء على لبنان الذي تعتبره «تفاحة إسرائيل».. ولولا وجود المقاومة وبطولتها وثباتها لكان حلم الصهاينة قد تحقق وزال لبناننا.. وجاء لبنان الذين يخافون عليه اليوم من سلاح المقاومة ووجودها ولولا هذا الوجود المساند والمؤازر للجيش لاستبدل اليهود الأرز بالخس واليقطين..

حلم «إسرائيل» بدّدته يقظة المقاومة وسخاء عطائها..

حلم «إسرائيل» تفسّره المذكرة التي قدّمها الوفد الصهيوني في مؤتمر الصلح في 3 شباط 1919.. وحدّد فيها حدود فلسطين كما يراها وهي كما يلي:

«شمالاً يبتدئ الخط من نقطة البحر الأبيض المتوسط على مقربة من جنوبي صيدا ثم يسير على سفوح التلال والجبال اللبنانية حتى جسر القرعون ثم باتجاه البيرة فاصلاً بين حوضي وادي القرن ووادي التيم ومن هناك جنوباً فاصلاً بين السفوح الشرقية والغربية لجبل حرمون الشيخ حتى بيت جن ثم شرقاً محاذياً القسم الشمالي من نهر المغنية حتى يصل إلى الخط الحجازي ويكاد يتصل به من الجهة الغربية.

فالاجتياح الاسرائيلي للبنان أعلن المتدينون اليهود انّ أوامر الها لاخاه تلزمهم باستعادة أراض لبنانية هي ملك لاسرائيل وهي ملك لسبط استير التوراتي..

واورد نور الدين مصالحة في كتابه «إسرائيل الكبرى والفلسطينيون وسياسة التوسع» تفاصيل الحدود التي تعتبرها «إسرائيل» حدودها.. وقد أوردها أنطوان بطرس في كتابه «قصة اعدام أنطون سعاده».. ومما جاء فيه:

شجع الاجتياح العسكري الاسرائيلي للبنان سنة 1982 الكثيرين من اليهود المتدينين على مناقشة أوامر الهالاخاه الملزمة للتوسع الإقليمي تجاه لبنان مهما يكن الثمن. وزعم هؤلاء اليهود المتدينون انّ أراضي واسعة من لبنان انما هي ملك لسبط استير التوراتي وحتى بيروت عبرنت الى بيروت باللغة العبرية، وأصدر اعضاء من حاخامية الجيش الاسرائيلي منشوراً استشهد بـ»ميراث استير من سفر يشوع». وفي ايلول من تلك السنة، نشرت مجلة «غوش ايمونيم» نيكوداه النقطة دراسة ليهوذا اليتسور يدّعي فيها «انّ خطر تشويه لحدود اسرائيل كان في الشمال»، وفي الأشهر التالية أكدت دعاية مدفوعة من «غوش ايمونيم» تأييداً لاجتياح لبنان «أنّ الجنوب اللبناني كان جزءاً من ايرتس يسرائيل، وانّ حرب 1982 أعادت ممتلكات سبطي نفتالي وأشير إلى حدود إسرائيل». في الشهر نفسه ردّد متطرفون يهود الادّعاء ذاته في كتاب بعنوان «هذا الجبل الطيب لبنان»، واعلن الحاخامون يعقوب اربيئيل ودوف ليثور ويسرائيل اريثيل، اضافة الى متطرفين آخرين، انّ الجنوب اللبناني انما هو من أراضي اسباط زيولون واشير ونفتالي الاسرائيلية»، وذهب بسرائيل اريتيل الى أبعد من ذلك مؤكداً «انّ حدود أرض إسرائيل تشمل لبنان حتى طرابلس في الشمال وسيناء وسورية وجزءاً من العراق وحتى جزءاً من الكويت. ودعا في الشهر نفسه الى ضمّ واستيطان معظم أرض لبنان وعاصمته بيروت الى إسرائيل مهما يكن الثمن».

«بيروت هي جزء من أرض اسرائيل لا إشكال حول هذا، وبما أنّ لبنان جزء من أرض اسرائيل يجب التصريح بأن لا نية لنا بالمغادرة، يجب ان يعلن انّ لبنان هو لحم من لحمنا، مثل ما هي تل ابيب، وحيفا. واننا نفعل هذا باسم حق السلطة الخلقية الممنوحة لنا في التوراة. وكان على قادتنا دخول لبنان وبيروت مهما يكن الثمن من دون اعتبار لإصاباتنا لأننا نتكلم عن انتزاع أرض اسرائيل، ويجب تحويل مياه الليطاني فوراً الى نهر الاردن»

هذا ما صرّح به أربعون حاخاماً اميركياً جيء بهم الى التلال المحيطة ببيروت لرؤية العاصمة اللبنانية التي كان الجيش الاسرائيلي يحاصرها ويقصفها. انّ عملية «سلامة الجليل» كانت من وجهة النظر اليهودية حرباً محقة وحرباً مأمور بها او حرباً الزامية، وأوحى الحاخام، ج. دافيد بليتش وهو عالم يهودي أميركي بارز مقطعاً شعرياً من نشيد الأناشيد التوراتي يؤيد الاستيلاء على الجنوب اللبناني، وفسّر هذا بأنه خطوة أخرى نحو الاسترداد الكامل.

تذكروا هذا جيداً يا أيها المطالبون بنزع سلاح المقاومة.

هذا هو وجه الحرب الجارية في جنوب لبنان، وهذا هو «الشرق الأوسط الجديد» الذي بشر به شيمون بيريز قبل أكثر من عقدين، ثم بشرت كوندوليزا رايس بأنّ حرب تموز 2006 هي المخاض الذي يسبق ولادة ما أسمته أيضاً «الشرق الأوسط الكبير»…

إنّ لحلم «إسرائيل» بالسيطرة على لبنان شواهد كثيرة وأبرزها ما أورده وايزمن في مذكراته ص312 .

«قمنا بتطواف واسع ننتقل من مكان الى آخر واجتزنا الحدود السورية إلى لبنان وتوقفنا في عدة مواضع ونحن نرى المستعمرات النائية على الحدود، وكانت كلّ تلة من التلال وصخرة من الصخور برزت تستنطقني في هذه اللحظات وتوحي إليّ في كلّ ثنية من ثنايا الطريق ما علينا إنفاقه في هذه الأرض من عمل وجهد وتخطيط ومال قبل أن تصبح صالحة ليستوطنها العدد الكبير من اليهود».

فإذا تتبّعنا ما أورده اليهود في مذكراتهم الى مؤتمر الصلح في 3 شباط 1919 وما جاء في مذكرات وايزمن نرى أنّ نقطة الارتكاز عند الصهيونيين كانت في مؤتمر الصلح في باريس عام 1920 هي أن يحققوا مطلبين كبيرين:

ـ الحصول على حدود الوطن القومي وفق ما طلبوا في مذكراتهم المقدمة في 3 شباط 1919.

ـ فإذا لم يحصلوا على تلك الحدود فعلى الأقلّ يحصلون على الليطاني وعلى وادي اليرموك الأسفل.

بسقوط لبنان وإقامة حكومة وكيلة يسهل إسقاط سورية المحاصرة من العراق ومن لبنان، ويتمّ عندئذ «أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل»، حيث تبدأ سيطرة المالك الجديد عبر حكومات وكيلة أشدّ طاعة من وكلاء اليوم ويكون سيدهم أكثر سلطة ونفوذاً وبطشاً، وسيبدأ العهد الجديد أو «الشرق الأوسط الجديد» في ظلّ سلطة اسرائيلية من الفرات الى النيل…

إذا عدنا الى البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون وقرأناه بتمعّن توضحت لنا صورة المخطط الإداري الصهيوني للسيطرة على البلاد المجاورة ووضعها تحت هيمنتها، فقد جاء فيه:

«إنّ غرضنا الذي نسعى إليه يحتم أن تنتهي الحرب بلا تغيير حدود ولا توسع إقليمي، وينبغي تطبيق هذا ما أمكن فإذا جرى الأمر على هذا قدر المستطاع تحوّلت الحرب إلى صعيد اقتصادي، وهنا لا مفرّ من أن تدرك الأمم من خلال ما نقدم من مساعدات، ما لنا من قوة التغليب، تغليب فريق على آخر، ومن التفوق وفوز اليد العليا الخفية.

وهذا الوضع من شأنه أن يجعل الفريقين تحت رحمة عملائنا الدوليين الذين يملكون ملايين العيون اليقظة التي لا تنام. ولهم مجال مطلق يعملون فيه بلا قيد. وحينئذ تقوى حقوقنا الدولية العامة على الحقوق القومية الخاصة في نطاق المعنى المألوف لكلمة حق. فيتسنى لنا أن نحكم الشعوب بهذه الحقوق تماماً كما تحكم الدول رعاياها بالقانون المدني داخل حدودها».

انها المحاولات التي شهدناها في كثير من المحافل الدولية وآخرها ما حاولت أميركا تحقيقه مؤخراً عبر مشروعها الفاشل والساقط في مجلس الأمن. كلها صور حية لمحاولة تحقيق ما رسمته «إسرائيل» من توسع إقليمي عبر وسائل غير عسكرية. وبمساندة ومساعدة أميركية وتطبيع سعودي خليجي..

كلّ الحسابات ضبطت بدقة حتى أنّ أدوار كلّ حكومة وكيلة من حكومات العمالة العربية أنيط بها دور، ولكن ما لم يضبط هو أنّ حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، وكانت المقاومة اللبنانية هي الرقم الصعب الذي لم يتماش في عملية الطرح والضرب والقسمة، ولكنه كان الرقم الأساس في عملية الجمع فأجهض كلّ المخططات والمخاضات وولدت أميركا مع إسرائيل «فأراً» لأنها لا تقرأ جيداً.

«إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بدّ أن يستجيب القدر»

هذا هو سبب القلق من سلاح المقاومة وهذا هو سبب المطالبة بنزعه لينفتح الطريق أمام تحقيق الحلم الاسرائيلي.. وهذا لن يحصل.. فالمقاومة هي التعبير العملي لإيمان أبناء هذه الأمة وأبطالها.. بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة متى طلبتها وجدتها.. تذكروا عام 2000 و2006 يبقى رأسكم مرفوعاً ورأسهم متدلياً.

وإلى الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة نقول… سلاح المقاومة ليس سلاح صيد السمّن والترغلّ… ولا هو سلاح هواة غواة… سلاح المقاومة هو سلاح الإرادة.. سلاح العطاء.. هو الغطاء للحرية والكرامة والسيادة.

وهو صوت حماية الأمة وسوط على أعدائها.

ونذكر بما قاله الزعيم سعاده: «اننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف يترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت واية نتيجة حصلت كنا المسؤولين عن تبعتها».


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2285810

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

43 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 44

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010