] وعد بلفور أم وعيدٌ بالفَوْر؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2017

وعد بلفور أم وعيدٌ بالفَوْر؟

عبد اللطيف الزبيدي
الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2017

الآلة الحاسبة كذّابة، ونشرات الأخبار لا تصدق.الحاسبة تقول إنه مرّ على وعد بلفور قرن. معقول؟ يعني أن العرب لم يستيقظوا منذ مئة عام؟ بعضهم متفائل بأنهم سنة 2217 سيحطّمون الرقم القياسيّ الذي حققه أهل الكهف. «جينيس» في انتظارهم. أمّا نشرات الأخبار فتتّهم الأشقاء في السلطة بأنهم حاسمون في بناء آمال إحياء عمليّة السلام، من دون أسمنت وصخر وحديد، أو بخور وتمائم في استحضار روح السلام الفقيد.
سبعون سنة مرّت على قرار التقسيم. أطول، «تقسيم» في تاريخ العزف على قانون السياسة، من دون دوزنة أوتار الظروف والإلمام بمقامات القوى العالميّة، وميزان إيقاعات الزمن، والناس ينتظرون انطلاق حنجرة القضيّة بموّال قيام الدولة القابلة للحياة. أمّا الدولة الموعودة في فلسطين، فقد قامت واشتدّ عودها، لكن الغاصبة المحتلّة. قد يصدر«المجتمع الدوليّ» أمراً بجعل التفوّه بالاحتلال والاغتصاب «معاداة للساميّة» على غرار «المحرقة».بجرّة قلم أخرجوا العرب والآراميّين من العائلة السّاميّة، فالعربيّة والآراميّة لم تعودا ساميّتين، أم هما ساميّتان والعرب والآراميون غير ساميّين؟
هذه قضيّة في بطن القضيّة، وقد تلد الوليدة غيرها، وغيرُها غيرَها، حتى تصبح القضايا مثل عرائس «الماتروشكا» الروسيّة.لك أن تقول إنها ليست «ماتروشكا» بل تداعي أحجار «دومينو»، وأنت على حق.من قال إنها محاولة إحياء عمليّة تصفية الهنود الحمر، فهو على حق أيضاً.
لكن الأشقاء جادّون في رسم الآمال، فهم عندما يبلغ اليأس العربيّ الحناجر، يزأرون متهدّدين بنقل جثمان عمليّة السلام إلى الأمم المتحدة، التي في حدّ قراراتها الحدّ بين الجدّ واللعب، أو محكمة وأد الجنايات الدوليّة. واشنطن عليمة بمن بكى ممّن تباكى، تعرف كيف تردّ على الحسابات غير الدقيقة وغير الفعّالة: سننقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس، ونغضّ النظر عن بناء الآلاف من المستوطنات. يتدخّل العقل العربيّ الرصين: رجاء لا، ولكن أعينوهم على استئناف المفاوضات لعلّ معجزة إحياء عمليّة السلام تتحقق، فتستمرّ «طبخة البحص»، على خلفيّة:«الأمل، لولاه عليّا.. رحت في سيل القضيّة».
تعقّدت الأمور. صار المحتلّ يطالب بحلّ شامل للمنطقة. الشرق الأوسط مخمصة مفاوضات لا دخل فيها للعرب ولا للغاصب.تتنازعها واشنطن، موسكو، أنقرة وطهران. القضيّة المركزيّة سابقاً ليست على جدول الأعمال.كل ذلك جاء «عفويّاً» منذ وعد بلفور وقرار التقسيم.طرح القضيّة مشروط بتطبيع العرب جميعاً أوّلاً. صفاء نوايا التطبيع يحتاج إلى امتحان عمر طويل. عندئذ تبدأ مفاوضات الحلّ النهائيّ، الذي هو القضاء على القضيّة.
لزوم ما يلزم: النتيجة الجناسيّة: كيف فات البلاغة العربيّة أن وعد بلفور هو وعيدٌ بالفَوْر؟


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 27

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28