] تهويد واقتلاع - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 20 شباط (فبراير) 2017

تهويد واقتلاع

د. حسن مدن
الاثنين 20 شباط (فبراير) 2017

رغم اطمئنانه إلى أن الأمر سيتغير مع مجيء دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، لم يتمالك بنيامين نتنياهو أعصابه، وأصيب بما يشبه الهيستيريا حين صوّت مجلس الأمن الدولي، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على قرار يدين الاستيطان في القدس والضفة الغربية، عندما قرر الرئيس السابق أوباما، في أسابيعه الأخيرة قبل مغادرة البيت الأبيض، أن ينتقم من غطرسة نتنياهو في التعامل معه، بأن تمتنع واشنطن عن استخدام «الفيتو» ضد مشروع القرار، ما مكّن الإرادة الدولية من أن تفصح عن نفسها في قرار واضح ضد السياسات «الإسرائيلية».
يومها علق ترامب على القرار بالقول إن الأمر سيختلف بعد العشرين من يناير/ كانون الثاني، موعد دخوله البيت الأبيض، في رسالة طمأنة لنتنياهو، وهذا ما حدث فعلاً.
على الأرض سارعت سلطات الاحتلال إلى الإعلان عن بناء الآلاف من المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية، والمضي قدماً في تهويد مدينة القدس، وعلى الصعيد السياسي - الدبلوماسي لم يتراجع ترامب عن وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حتى لو لم يباشر في ذلك فوراً، ما يعني أن حل الدولتين الذي تنص عليه المرجعيات الدولية، وكذلك سيئة الصيت اتفاقية أوسلو، قد قوض فعلياً.
ورغم أن رؤساء الحكومة «الإسرائيلية» كانوا دائماً ضيوفاً مُرحَباً بهم في البيت الأبيض، بصرف النظر عن الرئيس المقيم فيه، سواء أكان جمهورياً أم ديمقراطياً، فإنه كان لافتاً ما حظي به نتنياهو من استقبال مبالغ فيه من إدارة ترامب أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن، بما في ذلك استباق المباحثات بينهما بمؤتمر صحفي، في سابقة من نوعها، حيث إن مثل تلك المؤتمرات تعقد عادة بعد انتهاء المباحثات بين الرؤساء.
في هذا المؤتمر أظهر ترامب دعماً كبيراً لمجمل سياسات نتنياهو، بما فيها سياسة الاستيطان، الذي قال عنها أنها لا تهدد التسوية في المنطقة، وتراجع علناً، وفي سابقة أيضاً، عن خيار الدولتين، ليطلق العنان بذلك لدولة الاحتلال في المضي بقضم ما تبقى من أراضٍ في الضفة الغربية، وتأكيد خيار الدولة اليهودية، الذي سيهدد المضي فيه وجود العرب في الأراضي المحتلة عام 1948، الذين قد يتعرضون إلى الاقتلاع، ليكون كامل فلسطين وطناً لليهود وحدهم.
عادت تطل برأسها أشد الحلول تصفوية للحق الفلسطيني، بما فيها ما دعا إليه أحد وزراء نتنياهو بأن تكون سيناء هي مكان الدولة الفلسطينية، وهو حل يقال إنه جرى بحثه بجدية مع «الإخوان المسلمين» في الفترة القصيرة التي حكموا فيها مصر، ولكنه، مثل خيار الوطن الأردني البديل، أحد السيناريوهات الشريرة، الموجودة في أدراج رسامي القرار في «إسرائيل» وداعميهم من «لوبيات» ودول في الغرب.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 30

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010