] «الكيان» يلعب بالنار - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 13 شباط (فبراير) 2017

«الكيان» يلعب بالنار

يونس السيد
الاثنين 13 شباط (فبراير) 2017

جنرالات الكيان الصهيوني يقرعون طبول الحرب العدوانية المقبلة على قطاع غزة، وخلافاً لكل الحروب يتجاوزون ما يمكن اعتباره سراً عسكرياً ويحددون موعداً لها، فهل أصبحت القواعد العسكرية التقليدية، بما في ذلك القاعدة الذهبية «الحرب خدعة» من مخلفات الماضي، أم أن هنالك أسباباً أخرى قد تدفع لإشعال فتيل «الحرب على المكشوف».
التصعيد الصهيوني الأخير في قطاع غزة يؤشر إلى خطوات تمهيدية أخرى في هذا الاتجاه، ولكن قراءة هادئة للواقع الراهن والأسباب والمسببات، قد تدفع للتروي في تقرير ما إذا كانت هناك حرب عدوانية أخرى على الأبواب، من دون أن يعني ذلك استبعاد وقوعها، فالكيان الصهيوني ولد من رحم الحروب، ولا يستطيع البقاء من دون إشعالها بين الحين والآخر. ولكن الجديد هو تحديد موعد لإشعالها في الربيع المقبل، وهذا يعني واحداً من أمرين، إما أن الكيان الصهيوني يضمن نتائجها لصالحه تحت كل الظروف، ولا أحد هنا يناقش قوة جيش الاحتلال، الذي ربما يتفوق على معظم جيوش المنطقة، المنهكة بالصراعات والحرب على الإرهاب، وإما أنه يريد توظيف هذه التهديدات في محاولة تصدير أزماته الداخلية، والهروب من قضايا الفساد التي تتهدد قمة الهرم الصهيوني أمثال نتنياهو وليبرمان والعديد من أقطابه السياسيين والعسكريين، إلى جانب سياساته الخارجية التي باتت تصطدم في الساحة الدولية بانتقادات واسعة وأحياناً رفضاً صريحاً لتغوله الاستيطاني وقضائه على «حل الدولتين» الذي تجمع عليه الأسرة الدولية. وربما تكون الرسالة الأبرز عبر هذه التهديدات موجهة لحركة «حماس» على خلفية ما تردد عن مفاوضات بشأن صفقة تبادل للأسرى، قيل إن «حماس» لا تزال ترفض مقترحات «الكيان» بشأنها، وهو يريد أن يقول عبر هذه التهديدات إنه يريد «أسراه» سلماً أو حرباً، مستفيداً فقط من دعم إدارة ترامب المطلق له ولسياساته.
ولكن هنا يبرز سؤالان رئيسيان، الأول، هل أعطت الإدارة الأمريكية الجديدة الضوء الأخضر لـ «الكيان» بشن هذه الحرب، إذ إنه لا يستطيع أن يقدم على مثل هذه الخطوة من دون موافقة واشنطن، والسؤال الثاني من يتحمل كلفة هذه الحرب إذا اندلعت، وهل المجتمع الصهيوني قادر على تحمل هذه الكلفة، خصوصاً إذا ما طال أمدها، أو إذا ما طالت صواريخ المقاومة العصب الاقتصادي والسكاني لـ «الكيان»، والأخطر من ذلك، من يضمن عدم تفاقم تداعياتها إلى ارتدادات إقليمية لا أحد يستطيع التكهن بنتائجها في هذه المرحلة المضطربة؟
من الواضح أن جنرالات «الكيان» يلعبون بالنار، ولكن اللعب بالنار قد يحرق أصابع الذين يلعبون بها أولاً.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 16

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010