] حرب كيسنجر العالمية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 5 شباط (فبراير) 2017

حرب كيسنجر العالمية

زهير ماجد
الأحد 5 شباط (فبراير) 2017

لم يصب بالخرف رغم كبر سنه، مازال قادرا على التفكير السليم وإبداء الرأي ..هنري كيسنجر العجوز يتحدث عن الحرب العالمية الثالثة كأنها مشوار بسيط أو رحلة كشفية. يقول إن هذه الحرب ستقع بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، ويؤكد أن بلاده هي المنتصرة لأنها على حد تعبيره تملك من السلاح ما لا يعرفه أحد عنها.
هذا الكلام المبسط عن حرب قد تقوم، يبدو كأنه حقيقي وليس تصورا، مما يعني أن العالم مقبل على أمر في منتهى الخطورة. فهل يكون الرئيس ترامب مفجر هذه الحرب، وماذا عن تهديداته لإيران التي تجاوزته تماما واكملت مشروعها الصاروخي .. فهي بالتالي دولة ذات سيادة، تعرف حجم حضورها العالمي، والعلمي اساسي في تاريخها الحديث.
نعود الى كيسنجر، والى دولته تحديدا، فليس من امبراطورية عبر التاريخ تشبهها من حيث القوة والامكانية والقدرة والحركة .. لاشك أنها تخط تاريخ الشعوب أينما كان، بل تصنع شعوبا وتقدم لها الحياة إن ارادت .. من المؤسف ان يقول كيسنجر كلاما يشبه الجزم وهو بالتالي مليء بالحبور. كأنما يتحدث كما قلنا عن نزهة ، وهو أيضا مجرد ذكر الصراع مع الصين وروسيا وضعهما في خانة العداوة.
حرب كهذه ستدمر الأرض ومن وما عليها .. القوى تلك تملك الأقوى في العالم، ومثلما يقول كيسنجر أن هنالك سلاحا في اميركا غير معروف، فان الروسي والصيني يملك ايضا سلاحا سريا .. كل دولة في هذا الحجم القوي جدا، انما تضع في حساباتها سلاحا علنيا وآخر بعيد عن الاعلام، بل عن متناول الاجهزة الاستخباراتية.
نكاد نقول إن الامبراطوريات مرحب بها وخصوصا في حجم تقدمها العلمي الذي يفيد البشرية، لكنها حين تتحول الى قوة غاشمة مفترسة، تهدد وتبدد، فهي بالتالي مشكلة للانسانية ولمستقبلها. لاشك ان العالم متورط في هكذا امبراطورية تريد ان تسود العالم على حد تعبير كيسنجر وهي بشراه التي ختم بها حديثه.
من الواضح ان ترامب مؤمن بكلام كيسنجر، واعتقد انه يعتبره ابرز مفكريه وحاجته اليه ماسة. لابل ان كلامه قد يثلج صدره، خصوصاعنصريته، وهذا الكبرياء الاحمق وتوتره السريع الأمر الذي يصعب التفاهم معه، او التمادي في نقاشه، وشخصية بتركيبته لاتملك القدرة على النفس الطويل .. لاشك ان الرئيس الاميركي السابق اوباما يتأمل ماذا يجري في بلاده بعد خروجه من الحكم. هو يراها ورطة لبلاده، خصوصا في تهديده لطهران بالحرب، ومن ثم معاداة الصين ,, نحن بالتالي امام شخصية تعرف ماذا تفعل ، لكنها تفعلها باعصاب المتوترة .. في بلد كأميركا لايمكن لرئيس يحكم ان يتصرف بمزاج شخصي، يعني في النهاية صعوبة المراس. ولهذا سوف تعيش البشرية أربع سنوات أمام مفاجآت من التصرف المفاجيء.
هل نحن أمام كتابة تاريخ جديد للولايات المتحدة في حضرة رئيسها ترامب، من الواضح اننا كذلك، بل من الواضح اننا امام تجربة حكم لدولة عظمى لم يجر من قبل. فهل نعيش لنرى ماذا يخبيء ترامب في جعبته وماذا سيفعل بفعل الصدمات ، وليس بالدبلوماسية او بالرؤية التي تعتمد على الحكمة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 16

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28