] معارضة في كنف صهاينة؟! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 25 كانون الثاني (يناير) 2017

معارضة في كنف صهاينة؟!

جهاد المنسي
الأربعاء 25 كانون الثاني (يناير) 2017

وأنت ترى ردة فعل طلبة فلسطينيين ضد وجود من قالوا عن انفسهم معارضين سوريين، جاؤوا للقدس المحتلة للمشاركة في ندوة أقامها معهد “ترومان” الإسرائيلي للأبحاث التابع للجامعة العبرية، ودعوة أولئك الطلبة لمدّعي المعارضة السورية بأن يخجلوا من أنفسهم قبل أن يتحدثوا عن بلادهم أمام كيان محتل لجزء من بلادهم، تشعر بالفخر، وتطمئن بأنه يوجد حتى اليوم من يقول للخائن توقف من دون اكتراث لبنادق الاحتلال.
شاهدت الواقعة عبر فيديوهات مختلفة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، وقرأت تصريحات في صحف متنوعة لأولئك المعارضين وهم يحرّضون الصهاينة على دعم تقسيم بلادهم، كما استمعت للهتافات التي صدح بها طلبة أثناء تحدث عصام زيتون الذي عرّف عن نفسه بأنه ممثل للجيش الحر، وقرأت كلام زيتون لأولئك الطلبة وهو يقول لهم “اخجلوا، أنتم تعيشون في جنّة مقارنة بما يعيشه السوريون!”، كما قرأت ما قاله شخص آخر قال إن اسمه سيروان كاجو، وعرّف عن نفسه بأنه كردي سوري مشارك في الندوة، حيث قال إن “التحدث في القدس هو السبيل الوحيد للكلام بشكل علني عن محنة السوريين إلى جيرانهم، وإن الفدرالية في سورية هي السبيل الوحيد لإعطاء مجال لكل فئة من فئات المجتمع السوري المتنوع لإيصال صوتها، وإنّ الحي اليهودي في القامشلي ما يزال عزيزاً عند السكان المحلّيين”.
وبحسب ما نشر وتسرب فان ما يسمى “جبهة الإنقاذ الوطني السورية المعارضة” تقدمت لاسرائيل بما قالت إنها خريطة طريق للسلام بين سورية وكيان الاحتلال، تتضمن اعترافًا بإسرائيل وإيجاد تسوية لقضية الجولان، والانتقال بالعلاقة بين البلدين من مرحلة العداء إلى مرحلة الصداقة والتعاون ثم التحالف والعلاقات الاستراتيجية، وإلغاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية وتحويلها إلى مناطق سكنية وحل كل التنظيمات المسلحة الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية.
ما قرأته وشاهدته كان مخجلا حد القرف، فأن تتآمر على أرضك وشعبك وتذهب لمن يحتل جزءا من بلدك، وتضع نفسك في خدمته، تلك خيانة ليس بعدها خيانة، وشطط وحقد دفين على سورية الدولة والجغرافيا والتاريخ وليس على النظام.
البدهي والمتفق عليه أن من حق الناس أن يكون لهم وجهات نظر مختلفة عن حكوماتهم وأنظمتهم، كما أنه من حق القوى السياسية أن تعارض، وتنقد، وتشير لمواطن الخلل وتطالب بالإصلاح، والعدالة والتغيير، ولكن هذا الحق لا يبرر الخيانة تحت أي ذريعة، ولا يبرر المطالبة بالتقسيم.
أولئك الذين فتحوا أيديهم للصهاينة وتعاونوا معهم، لا يعرفون ماذا تعني المعارضة، وعليهم أن يسمعوا للمعارض السوري البارز هيثم مناع الذي عارض النظام السوري قبل أن تتلوث الثورة بتنظيمات مسلحة قدمت من كل أصقاع العالم وسرقت حق الشعب السوري في المطالبة بالعدالة والحرية والإصلاح، ولونت تلك المطالبات بلون الدم، فالمناع، الذي طالما انتقد وطالب بالإصلاح والعدالة الاجتماعية وهُجّر من وطنه، يكشف ارتزاق أولئك وارتباطهم باسرائيل والغرب، ويرفض السعي الجاد من قبل البعض لتقسيم سورية إلى كنتونات عرقية، ويرفض أن يدخل في تفاهمات مع أولئك، لأنه لا يصنفهم في خانة المعارضة، وإنما في خانة العمالة.
فالمعارضة، لا تعني الارتماء في أحضان العدو، والتنسيق معه، فذاك لا يسمى في قاموس الساسة معارضة، وإنما له أسماء أعتقد أن أولئك الذاهبين لاسرائيل أمثال عصام زيتون وسيروان كاجو وفهد المصري وكمال اللبواني ونبيل الدندل ومحمد حسين وغيرهم يعرفونها جيدا.
فالمعارضة وفق مناع لا تعني تفتيت البلاد وإقامة كنتونات تعبر عن أحلام البعض، فالمعارضة الحقيقية هي أن لا تكون مرتهنا للخارج، وأن تسعى للحرية والإصلاح والعدالة من دون تفتيت للوطن السوري، أو المس بمؤسساته الدستورية.
فيا أيها الغافلون، استيقظوا فقد كُشفت أوراقكم ومراميكم، فمثلكم كمثل نيرون الذي حرق روما مسكونا بالوهم، وها أنتم تسعون لحرق سورية مسكونين بالحقد، وعليكم ان تتعلموا من سيد المعارضين الحقيقيين هيثم مناع الذي لا يمكن لكم أو لغيركم المزاودة عليه، لا سيما أن بعضكم كان يتزلف للرسميين السوريين عندما كان مناع يتحدث عن الحرية والعدالة والإصلاح والحق في التعبير.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 43 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

42 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 41

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010