] هل تترقب المنطقة مواجهات إسرائيلية فلسطينية قادمة ؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 24 كانون الثاني (يناير) 2017

هل تترقب المنطقة مواجهات إسرائيلية فلسطينية قادمة ؟

طارق أشقر
الثلاثاء 24 كانون الثاني (يناير) 2017

بإعلان البيت الأبيض الأميركي الأحد الماضي عن بدء محادثات لنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، تزداد المخاوف من تداعيات سلبية لهذه الخطوة في حال تنفيذها، مع اتساع دائرة الأمل في أن لا تتطور تلك التداعيات المتوقعة إلى مواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
إن حالة الاحتقان الحالي التي يعانيها الشارع الفلسطيني من جراء ممارسات الظلم وهضم الحقوق داخل أراضيه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تجعله غير محتمل لأي محاولات أخرى لممارسة الاستفزازات السياسية التي اعتادت إسرائيل أن تحولها إلى مشاريع عملية وواقعية وبقوة قانون الاحتلال، قد يضرب بعرض الحائط المواثيق الدولية المتعلق بحقوق الأراضي المحتلة وكيفية إدارتها.
لقد بذل المحتلون الإسرائيليون كل جهدهم في العمل على نقل السفارات الأجنبية إلى القدس المحتلة، وعلى رأسها السفارة الأميركية، وذلك على أمل كما يبدو أن تؤدي أي مبادرة أميركية عملية في هذا الشأن إلى تمهيد الطريق وجعله سالكاً للدول الغربية الأخرى لتحذو في نفس الاتجاه، وتصبح القدس بذلك ووفق “سياسة فرض الأمر الواقع ” العاصمة الأبدية الموحدة ” للدولة اليهودية” كما يحلو للفلسفة الإسرائيلية تسمية إسرائيل بها.
وهاهي إسرائيل تمضي سريعاً في اتجاه أن يتحول حلمها إلى حقيقة واقعة، خصوصا بعد بدء المباحثات من أجل تنفيذ الوعد الذي عقده الرئيس الأميركي ترامب على نفسه خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس، مرتكزاً في ذلك الوعد إلى قرار أميركي قديم عرف باسم
( تشريع سفارة القدس) وكان ذلك بموافقة مجلس النواب عام 1990، ومجلس الشيوخ عام 1992 .
إلا أنه وكما يبدو بأن الظروف الجيوسياسية في تلك الفترة لم تكن مواتية لانزال ذلك التشريع إلى أرض الواقع وتنفيذه، أو لربما رغب الرؤساء الأميركيون الذين تعاقبوا على البيت الأبيض بتلك الفترة في أن يسهموا في انجاح (معاهدة أوسلو للسلام ) التي وقعها الإسرائيليون والفلسطينيون عام 1993 وبرعاية أميركية في ذلك الوقت.
أما الآن وفي سياق الحديث عن دور الظروف الجيوسياسية في تنفيذ وعدم تنفيذ ذلك التشريع الأميركي القديم، وبالنظر إلى الراهن السياسي للمنطقة العربية التي كان يحسب لها حساب – حتى ولو من باب مراعاة المشاعر – حتى الشهور الأولى من عام 1990 قبل الغزو العراقي المشؤوم للكويت، فقد أدت حالة التجزئة والتشرذم التي تعيشها المنطقة العربية إلى الاستهانة بكل ما كان يعتبر من الثوابت العربية على وجه الخصوص كالقضية الفلسطينية وأممية القدس وغير ذلك من المفاهيم التي نالت مكانة أممية وشغلت الدنيا إلى يومنا هذا .
ولكن وكما هو واضح سيصبح قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس واقعاً قريباً رغم غرابته، وسيمر مرور الكرام على مستوى السياسة الخارجية بالمنطقة العربية، باستثناء بعض العبارات المحفوظة والمعروفة مثل (نشجب وندين وندد ونرفض). غير أن الأمر قد لايتركه الفلسطينيون أصحاب القضية يمر بسهولة خصوصا وأن المجتمع الفلسطيني متعدد الكيانات والقناعات بشأن تعامله مع قضيته، وهو مايشئ بوقوع مواجهات وإجراءات عقابية وهجمات متبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لذلك نتمنى أن ترجئ أميركا أمر تنفيذ نقل السفارة حتى يتمكن الطرفان من التوصل بشكل جاد إلى كيفية تحقيق حل الدولتين الذي يضمن للفلسطينيين والإسرائيليين معاً العيش بسلام في دولتين متجاورتين وتكون القدس بشقيها الشرقي والغربي محور تعزيز السلام بينهما وليس فتيلة اشعال حروب بين الطرفين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2324344

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 6

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28