] رجل أمريكا الخامس والأربعون - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 22 كانون الثاني (يناير) 2017

رجل أمريكا الخامس والأربعون

خيري منصور
الأحد 22 كانون الثاني (يناير) 2017

مليون ونصف المليون دولار سعر ثلاث ليالٍ في فنادق واشنطن في ليلة تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. ومن يستكثر هذا المبلغ بوسعه أن يمضي الليلة بحوالي نصف مليون دولار. أبرز نجوم «هووليود» قاطعوا الحفل، والعالم سبق حفل التنصيب بترقب وفضول، ربما لم يحظ به رئيس أمريكي منذ جورج واشنطن. الإعلام العالمي من الصين إلى أمريكا اللاتينية سهر ليلاً ونهاراً على إيقاع الرجل ذي الشعر الأحمر، والبيت الأبيض كان بلغة السياسة في لحظة انتقالية. السيدة ميشيل أوباما أخذت أغراضها وانتقلت إلى بيت آخر. سيكون محظوظاً ذلك الصحفي الذي يكتب قصة الليلة الأولى لعائلة أوباما خارج المعقل الرمزي الأمريكي الأبيض، ولكن لماذا «البيت الأبيض»؟
المصادر التاريخية تقول إنه جرى تشييده بين عامي 1792 و1800، وبناه عدد هائل من العبيد في زمن الرق الأمريكي، وفي العام 1814 احترق على يد الجيش البريطاني ليتم ترميمه من جديد بطلاء أبيض. هذا مختصر البيت الأبيض ويقال إنه يبدو متواضعاً أمام قصور ترامب الذي يملك طائرة خاصة أكثر فخامة من طائرة الرئاسة.
من اللافت طقوس ومراسيم التنصيب التي اقتصرت على الأمريكيين ولم يحضرها زعماء أو رؤساء من العالم. بدأت أولاً من كنيسة «سان جونز»، ومن دون كثير من التفاصيل جلس الرئيسان الجديد والمنتهي حكمه ساعة على شاي أو قهوة «وقت اجتماعي»، ثم مسيرة راجلة من الكونجرس إلى البيت الأبيض، ثم أخيراً وباختصار شديد: «أمريكا أولاً.. أمريكا أولاً».
هذا هو مربط الفرس كما يقولون. ومن كان يتوقع أن سيد البيت الأبيض الجديد كان سيطلق خطبة طويلة عريضة عن بلدان «الربيع العربي» وتداعياته، ثم تداعيات الحروب الدائرة حوله ذهب توقعه أدراج الرياح. أمريكا واقتصادها وأمنها أولاً وأخيراً، ولم يكن الأمر مفاجئاً للكثير ممن يعرفون سيكولوجية رجل مال جاء إلى السلطة على ظهر طائرة مدنية خاصة، وليس على ظهر دبابة ، فهذه طبيعة المال، وطبيعة السلطة.
رجل مثير للجدل على مدى شهور منذ بدء ترشيحه وحتى مناظراته وحتى قبيل أدائه القسم، وهو أغلق الآن هذا الجدل حوله بالشمع الأحمر، وأمامه مئة يوم لتتوضح صورته أكثر وأكثر.
بعيداً عن حدث ليلة تاريخية، ليس في الزمن الأمريكي فقط، بل في الزمن العالمي تليق بالرئيس دونالد ترامب شخصية بطل رواية أو بطل فيلم. وبعض الرؤساء الأمريكيين كانوا موضوع أعمال سينمائية معروفة من الاغتيال إلى الصورة في السينما: «البطل السوبرمان الشجاع الجريء.. إلخ)، لكن ماذا ستكون رواية الرجل الذي يملك أكثر من 500 شركة وله مصالح تجارية واقتصادية في أكثر من 20 دولة حول العالم؟
من المؤكد أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية سيكون إما بطلاً أو ضحية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2287613

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 18

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010