] تنصيب «الكارثة» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 21 كانون الثاني (يناير) 2017

تنصيب «الكارثة»

صادق ناشر
السبت 21 كانون الثاني (يناير) 2017

عاش العالم يوم أمس حدث تنصيب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة، والذي فاز في انتخابات لا تزال نتائجها وتداعياتها السلبية تلقي بظلالها حتى اليوم على البلاد وعلى العالم، وذلك لما لهذه الانتخابات من تأثير في العلاقات بين الولايات المتحدة وبقية الدول، التي باتت منقسمة في تقييمها حيال نوايا الرئيس الجديد وطريقة حكمه.
ومرد انقسام الداخل والخارج حيال ترامب يعود إلى المواقف المثيرة للجدل التي يصرح بها الرجل وأعضاء إدارته، ومن بينها قضايا وثوابت حرصت الولايات المتحدة على عدم الخوض فيها، وتراها تهديداً لصورتها ومصالحها في العالم، لعل من أبرزها قضية نقل السفارة «الإسرائيلية» من «تل أبيب» إلى القدس، إضافة إلى علاقة بلاده بحلف الناتو ونظرتها إلى العلاقة مع روسيا والصين، بخاصة وأنه يتقارب مع الأولى رغم العداء المستحكم بين البلدين، فيما يتباعد مع الثانية عبر وسائل عدة، أبرزها ورقة تايوان، التي تتناقض مع شعار «صين واحدة»، ناهيك عن رؤية ترامب للجانب الاقتصادي في بلاده والعالم، وهي الرؤية التي تعتبر القضية الأهم في شعاراته الانتخابية.
من الواضح أن ترامب سيشعل خلافات حادة مع نظرائه في العالم، بخاصة إذا ما وضع مواقفه الانتخابية موضع التنفيذ.
ويبدو أن الكثيرين لا يراهنون على علاقة مستقرة ودافئة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم المختلفة، وهذا من شأنه أن يدخل أمريكا في خلافات دائمة مع الجميع. صحيح أن نظرة العالم إلى الولايات المتحدة كانت محل انتقاد في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وحتى في عهد رؤساء سابقين، إلا أن ترامب، سيكون مختلفاً في هذه العلاقات، وسيكتشف الأمريكيون أنهم في عزلة عن العالم، وأن التصويت في الانتخابات الأخيرة كان اختياراً ل«الكارثة» وليس للاستقرار واستمرار قيادة العالم.
من اليوم سيدخل العالم طوراً جديداً من العلاقات المتوترة، وسيقود أمريكا رئيس انقسم حوله الأمريكيون والعالم، وهذا من شأنه أن يزيد من التوتر مع الولايات المتحدة إلى منسوب أكبر من ذلك الذي كان موجوداً في عهد باراك أوباما خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، ولا شك أنه خلف إرثاً ثقيلاً لترامب، بخاصة بعد أن حقق اختراقاً مهماً للمواطنين الأمريكيين من أصل أسود، وهو ما لم يتحقق في عهد أي رئيس أمريكي سابق، حيث تثير تصريحات ترامب العنصرية تجاه المهاجرين قلقاً بالغاً في أوساط المجتمع الأمريكي، الذي تضربه العنصرية في بعض جوانبها.
من اليوم سنكون أمام اختبار الكارثة الجديدة في الولايات المتحدة، وسينتظر العالم خطوات وسياسة رئيس مختلف عن بقية الرؤساء الذين حكموا أمريكا، حتى يعرف هذا العالم إلى أين سيقوده الرئيس الكارثة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

49 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 50

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010