] فضائل مؤتمر باريس - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 15 كانون الثاني (يناير) 2017

فضائل مؤتمر باريس

مفتاح شعيب
الأحد 15 كانون الثاني (يناير) 2017

تسجل القضية الفلسطينية مع «مؤتمر باريس» حول الشرق الأوسط، عودة إلى الساحة الدولية، بعد غياب شبه تام استمر لسنوات. وبقطع النظر عن توصيات المؤتمر، فإن اجتماع ممثلي أكثر من 70 دولة ومنظمة، من بينهم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ليس استعراضاً للمهارات الدبلوماسية أو تبادلاً لفنون الخطاب السياسي بين المشاركين، وإنما يعد تأكيداً لقلق دولي حقيقي من سياسات التطرف الصهيونية، التي لا ترتدع بأخلاق أو بقانون.
هناك من المراقبين العرب والفلسطينيين من ينتقد انعقاد «مؤتمر باريس»، متعللاً بأنه لن يقدم ولن يؤخر في وضع القضية الفلسطينية، وهو موقف غير سليم، إلا أنه يعد مشروعاً؛ حيث يبرره الإهمال الدولي المتعمد لحقوق الشعب الفلسطيني طوال الحقبة الأخيرة. أما حينما ينعقد مؤتمر بعد غياب طويل، فهذا مؤشر إيجابي، وسيفتح لممثلي الفلسطينيين وداعميهم منابر رفيعة؛ للدفاع عن قضيتهم، وكسب التأييد وفق القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن. وحسناً فعلت حكومة الاحتلال بعدم حضورها إلى باريس، لتسهم في إدانة سياساتها بنفسها. فعدم الحضور يعني أنها لا تعترف بالشرعية الدولية، ولا تقيم وزناً للقانون، ولم تحترم الدول الكبرى والصغرى المجتمعة، وهو ما سيرتد عليها لاحقاً من الحكومات، وإن لم تفعل، فمن منظمات المجتمع المدني والأحزاب، التي أصبح كثير منها يشعر بالإحراج، مما يقترفه كيان الاحتلال من إجرام واستيطان واجتثاث للحقوق الفلسطينية، وهذه المنظمات التي تتحرك في ظل تعتيم يفرض على نشاطها من قبل الإعلام الغربي المتصهين، هي التي دفعت البرلمان الأوروبي وبرلمانات الدول الغربية الكبرى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإدانة الاحتلال في أكثر من مناسبة، وهي التي حرمت مسؤولين صهاينة عدة ملاحقين بجرائم حرب من دخول العواصم الغربية، مثل: لندن وباريس وروما وجنيف، حتى أن بعضاً من المجرمين المطلوبين إلى العدالة، لاذ بالفرار عندما افتضح أمره في أحد المطارات، وانكشفت حاله أمام المدافعين عن حقوق الإنسان.
بناء على هذه المعطيات، ستكون ل«مؤتمر باريس» فضائل على القضية الفلسطينية، رغم أنه يشدد على النقاط المألوفة، مثل: الدفاع عن حل الدولتين، الذي يتمسك به الغرب، ويرفضه كيان الاحتلال ومتطرفوه. لقد استخف بنيامين نتنياهو بالدعوة؛ لأنه قد عقد الأمل على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي أعلن أنه سيكون خير حليف لنتنياهو، لكن الرجل المتقلب الذي سيدخل البيت الأبيض هذا الشهر لن يكون حراً من التزامات دولته تجاه القضايا العالمية، ومثلما سيكون ملزماً باحترام التعهدات في ملفات عدة، سيفتقد القدرة على التغاضي عن القضية الفلسطينية، التي تستعد أطراف دولية أخرى لحملها والتوسط فيها، خصوصاً أن الفلسطينيين أصابهم اليأس من الوسيط الأمريكي، بعدما خذلهم طويلاً، وباعهم ألواناً من الوهم؛ ولذلك رحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالدعوة الفرنسية، بينما يستعد فرانسوا هولاند لمغادرة السلطة الربيع المقبل، دون أن يترشح لولاية رئاسية ثانية. ولا يمكن لأحد أن يتهم هولاند بأن استضافته لمؤتمر السلام بباريس تدخل ضمن حملة انتخابية، بينما الحقيقة هي ما برر به الدعوة إلى المؤتمر، حين أكد أن هدفه إعادة تأكيد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، الذي يتلاشى «على الأرض وفي الأذهان»؛ ولأنه يعبر عن وجهة نظر فرنسية وغربية فهو صادق، أما بالنسبة للفلسطينيين.. فكثير من حقوقهم تتلاشى، وعليهم أن يغتنموا هذا المنبر الدولي، ليعيدوا القضية إلى موقعها اللائق، لتكسب مزيداً من الأنصار حتى استعادة الحقوق كاملة، ودون نقصان.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2328014

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

37 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 38

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28