] لا بديل عن التصالح - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016

لا بديل عن التصالح

صالح عوض
الجمعة 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016

في مصر.. وفي سورية.. وفي ليبيا.. وفي العراق.. وفي اليمن أزمات تكاد تشرخ المجتمع وتهدد تجانسه وتنتهي به إلى كيانات جديدة وعناوين سياسية جديدة.. فلقد جرب كل أصحاب الرؤى الأحادية الإقصائية وسائلهم واندفعوا بعنفوان إلى تحقيق رغباتهم وتصوراتهم ها هم يقفون على نهايات تجاربهم المأساوية وأياديهم تقطر دما ووجوههم هدها الإعياء، ولقد لحق الأذى بأرواح شعوبهم ووصل الانهيار إلى كثير من عناصر وجودهم الإنساني.

في مصر الصراع على جبهتين: واحدة لها علاقة بإدارة الاختلاف بين أكبر القوى السياسية في البلاد ممثلة بالإخوان المسلمين والجيش المصري أكبر جيوش العرب وأقربها إلى فلسطين.. وفي ظل الأزمة المتفاقمة فتحت جبهة مواجهة عنيفة في سيناء مع مجموعات مسلحة.. هنا لابد من القول إنه ليس سوى التصالح بين الإخوان والمؤسسة العسكرية والتفاهم.. وستتجلى أولى نتائج هذا التصالح بتمكين المؤسسة العسكرية من التفرغ للقضاء على الأعمال العنفية في سيناء وبقية المحافظات ويمكن الدولة من ممارسة خططها دونما معرقلات وهذا أمر ممكن تماما ولابد أن يجد من العرب والمسلمين رسميين أو شعبيين من يرحب به ويطلق من أجله مبادرات لإصلاح ذات البين المصري لأن النتائج المأساوية لا ترتد على مصر وحدها.

وفي سورية لابد أن ندرك أنه لم يعد مناسبا إغلاق الأعين والآذان وتكميم الأفواه وأن الحاجة أصبحت ماسة إلى نظام سياسي يمثل روح المجتمع السوري الغني بتنوعه والرافض للمحاصصات والتقسيم الطائفي وهذا ليس للرد على الواقع المأساوي القائم اليوم في سورية فقط بل من أجل تحصين سورية أمام التحديات المحتملة.. وهنا لابد من الاعتراف بأن المشهد السوري ليس عبارة عن صدام بين معارضة ونظام ولكن بلا شك أن هناك ثغرات في الوضع السوري سهلت تسلل المجموعات المسلحة الأجنبية.. رغم كل شيء وبعد هذا الصراع الدامي لابد من البحث بين السوريين جميعا على كيفية الخروج من المأزق الدامي وفتح الباب أمام المبادرات الحقيقية لخروج سورية من الواقع المأساوي.. ورغم كل ما سبق من سوء تجاوز الحدود من قبل النظام العربي نحو سورية إلا أننا لازلنا ننتظر تعديلات في الموقف العربي الرسمي للنأي عن الوضع السوري سلبا والاقتراب منه إيجابا.

في العراق لن تستطيع قوات الحشد الشعبي ولا جيش المالكي والعبادي والبشمركة فرض وضع سياسي في العراق.. لأن السبيل الوحيد هو أن يكون العراق للعراقيين جميعا من دون تهميش وإقصاء.. وإن طي صفحة الماضي القريب والبعيد مسألة ضرورية لكي يجتاز العراقيون ما هم فيه من محنة.. لن ينجح المشروع الطائفي في العراق مهما بلغت قوات الحشد الشعبي وجيش المالكي.. ولن يجدي العراقيين إلا سبيل التوافق والتصالح.. والكلام نفسه ينسحب على اليمن وليبيا حيث ينبغي أن يكون مفهوما أنهما بلدان يخضعان لتدخل عربي رسمي سلبي.. ولكن على كل منهما التوجه إلى المصالحة الداخلية لأنها هي الكفيل بوضع حد للتشتت والمهانة والضياع..

إن مرحلة من التوافق والتصالح يجب أن ينهمك في إبرازها الساسة والإعلاميون وصناع القرار في المنطقة العربية لأنها الحامي لدماء الناس ومستقبل الأمة.. تولانا الله برحمته.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 21

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28