] المؤذن أحمد الطيبي - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016

المؤذن أحمد الطيبي

السبت 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016

- زهير ماجد

بكل بساطة أذن أحمد الطيبي داخل الكنيست، أراد تحديا لفرمان إسرائيلي غريب يقول بمنع الأذان في القدس . تكمن الغرابة هنا في تحمل مسؤولية قرار كهذا يمس جوهر الإسلام وأسسه ، وهو مالن يكون مقبولا تحت اي ظرف كان سواء بمنعه بالقوة او بالحوار.
خطوة الطيبي الجريئة فاجأت الإسرائيلي ، أن يتحول موقع رسمي إسرائيلي إلى مكان لممارسة الأذان، يعني تحديا في عقر دار رسمية قد يخلخل عقل نتنياهو ، لكن الذي يجب فعله أن يتكرر أذان الطيبي كي لايكون صرخة في واد ، وممارسة سوف تموت في مهدها ان لم يعد تكرارها.
مشكلة رئيس وزراء إسرائيل وزبانيته أنهم يتصرفون كما لو ان الفلسطيني غير موجود، بل العربي على اتساع عالمنا غير موجود ايضا، ومن ثم المسلم في جميع بقاع العالم . لو شعر هذا الرجل أن ثمة عالما يملك حراكا مؤثرا على كيان إسرائيل لما خطا خطوته أو تبجح في إطلاق قرار التحدي.
عامل الإسرائيلي الاماكن الدينية في القدس كما لو انها حالة طارئة .. واشك بانه لايعلم مدى ارتباط المسلمين بتلك المدينة وخصوصا بأماكنها المقدسة، وهي التي كانت أول قبلة المسلمين قبل مكة، وإلى مسجدها كان إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم . الارتباط الروحي الإسلامي شديد جدا بالمدينة التاريخية، وهو يمثل شوقا دائما للمسلمين لها .
لا جديد القول ، ان هنالك استهانة صهيوينة بالوجود الفلسطيني والعربي والاسلامي، مليار وسبعمائة مليون مسلم ليسوا في الوارد عندما اتخذ نتنياهو قراره .. بل ان الضعف الفلسطيني الذي تبديه السلطة الفلسطينية في وجهه، جعلته يتصرف وكأن ليس هنالك من احد مقابله .. فلا هو معترف بدولة فلسطينية ، ولا بحقوق للفلسطينيين ولا بحق قانون العودة وبالقدس عاصمة لهم .. بل هو مزق اتفاقية اوسلو بعدما خرج على تفاصيلها وحول الضفة الغربية الى مستوطنات ، وهو مايعني بكل الاحوال ، ان كل فلسطين لاسرائيل ، وما تبقى من فلسطين لاسرائيل وللفلسطينيين .
عندما يكون الواقع الفلسطيني بمثل هذه الصورة الحزينة الكئيبة، اضافة الى رئيس للسلطة مجرد شاك، اضافة الى تصغير اكتافه امام الاسرائيليين كان آخرها وجوده في جنازة القاتل الأساسي لشعبه شيمون بيريز، فماالذي يمكن استنتاجه غير خطوات اسرائيلية تعتبر نفسها حرة في فعل اي شيء لأن لااحد يواجه او يمنع او حتى يتحدث ولو بالكلمات.
ابو مازن مشغول بمؤتمر فتح وبالمصالحة مع حماس وبمن سمم ياسر عرفات وغيره من الأمور التي تشغل الفلسطينيين ايضا، لكنها تظلل اية نظرة جدية بعين حمراء ضد الاسرائيلي الذي اطلق النار منذ زمن على كل ماهو معني بوجود شعب فلسطين.
الأذان الذي مارسه احمد الطيبي داخل الكنيست الاسرائيلي، يعكس حالة فردية كان الاحرى به ان يصعد الى المسجد الاقصى ليؤذن في الناس .. فعل كهذا يعيد هيبة المكان، وهو التحدي الحقيقي الذي سيدفع الفلسطينيين للرفض ثم ممارسة انتفاضة عليه، وقد تكون الانتفاضة المنتظرة التي سيهب لها كل شعب فلسطين، بل ستكون مناسبة لتحرك عربي واسلامي يلزم الصهاينة بالعودة عن القرار التحدي.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2285810

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

51 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 53

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010