] تصعيد مُبيّت - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) 2016

تصعيد مُبيّت

بقلم: علي قباجة
الجمعة 23 أيلول (سبتمبر) 2016

في أغسطس/آب الماضي لمّحت المخابرات «الإسرائيلية» إلى تصعيد محتمل سيكون على الساحة الفلسطينية في شهر سبتمبر/أيلول، وفعلاً كان ما قالت، وسال من دماء الأطفال الفلسطينيين الكثير. ولكن هذا التصعيد الذي توقعته أذرع الكيان لم يكن بمحض الصدفة، أو جاء بناء على دراسات وتوقعات، خاصة وأن أغلب ضحايا إجرام جنود الحرب قُتلوا بشكل متعمد، ومع سبق الإصرار والترصد. إذاً هناك هدف يرمي إليه الاحتلال من التصعيد يهدف لتمرير بعض سياساته، وتحقيق رؤاه.

وزير الحرب ليبرمان جاء بسياسة العصا والجزرة، بهدف نشر الإرهاب وإيصال رسائل مخطوطة بالدم للفلسطينيين، والقيام بما عجز عنه أسلافه من سرقة للأرض، وتسمين للمستوطنات، فضلاً عن سعيه الحثيث لإخضاع غزة، وترويع أهلها، وإنهاء السلطة وتقييدها، في محاولة منه لترهيب وإجبار القوى الفلسطينية على تطبيع العلاقات والتوصل إلى حل على طريقته.
الاحتلال رغم آلته العسكرية الضخمة، والدعم اللامحدود الذي يتلقاه من الولايات المتحدة، ومراكز الدراسات الكبرى التي يحاول من خلالها اختراق الشعب وتحليله ومعرفة ماهيته، إلا أنه ما زال فاشلاً في تفسير البنية الفكرية والنفسية للفلسطينيين، فإذا كان رفعه لوتيرة إجرامه بهدف ردع الفلسطينيين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، فهذا لن يكون، فقد أثبت التاريخ أن الشعب لن يقبل، ولو كان ثمن رفضه الدماء، كما أن رهانه الضغط على السلطة لقبولها باتفاق يحافظ من خلاله على ما سرقه من أرض في الضفة غير ممكن، فلو قبلت السلطة، فالشعب ستكون له بالتأكيد كلمة الفصل.
الشعب يتعرض يومياً للموت على أيدي الصهاينة، وتمارس عليه كل فنون الضغط والتآمر، وليس هناك من يرفع الصوت عالياً في وجه القاتل، أو يوقفه عند حده. فالقضية المركزية أصبحت على الهوامش، ولم يعد لها حضورها على الساحة العربية والدولية، وأمسى ذكرها في المحافل العربية والدولية بغرض رفع العتب، أو درءاً للإحراج.
فلسطين بحاجة إلى قرار عربي صارم يوحد الصفوف داخلها، وتحويل بوصلة الصراعات العربية - العربية نحو الكيان، وأيضاً توحيد الخطاب والجهود في مواجهة «إسرائيل» دولياً ووقف توسعاتها، إضافة إلى تدعيم صمود الفلسطينيين وتوفير مقومات العيش والبقاء لهم. فإذا بقيت القضية في نطاق البيانات والخطابات الرنانة، فستصل إلى مرحلة لن يتبق شيء للمطالبه به.
رغم الظروف الداخلية والخارجية التي تمر بها فلسطين، إلا أن مخططات الكيان ستفشل، لأن هناك شعباً حياً يحاسبه على أفعاله، ولن يهدأ حتى يصل إلى ما يريد من حرية وتحرر، في حين يقع على عاتق كل من يملك القوة دعمه على الصعد كافة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2285810

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

57 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 57

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010