] هل سيصبح دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 2 أيلول (سبتمبر) 2016

هل سيصبح دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية؟

حسن البراري
الجمعة 2 أيلول (سبتمبر) 2016

يعود السيد محمد دحلان إلى المشهد السياسي الفلسطيني من بوابة ضرورة توحيد حركة فتح حتى يتسنى لها الانتصار على حركة حماس في أي انتخابات رئاسية أو تشريعية قادمة، وهناك ما يشير إلى أن هناك جهودا مضنية تجري على قدم وساق بين للمصالحة بين محمد دحلان ومحمود عباس تمهيدا لعودة الفتحاويين المفصولين إلى الحركة وعلى رأسهم طبعا محمد دحلان. ويبدي الرئيس عبدالفتاح السيسي حماسا منقطع النظير لهذه الخطوة وهو أمر انعكس واضحا في البيان الختامي المشترك للرئيس السيسي والملك عبدالله والذي طالب فيه الرئيس محمود عباس ضرورة إعادة المفصولين من حركة فتح.

وحتى أدخل إلى الموضوع من دون مواربة أقول أن محمد دحلان يسعى إما للوصول إلى سدة الحكم في البيت الفلسطيني أو إلى تبوؤ موقع يمكن له من خلاله ممارسة تأثير كبير على صناعة القرار الفلسطيني، وينطلق السيد محمد دحلان من فرضية مفادها أن الرئيس محمود عباس قد وصل مرحلة “الإفلاس” السياسي! بمعنى آخر، لن يكن بوسع محمود عباس توحيد حركة فتح ولا توحيد الشعب الفلسطيني ناهيك عن عجزة ممارسة أي تأثير على إسرائيل، فالأخيرة تتوسع باستمرار من خلال فورة استيطانية مسعورة يقف محمود عباس حيالها موقف العاجز.

يهدف السيد محمد دحلان إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي: توحيد حركة فتح حتى تخوض وتربح الانتخابات القادمة، العمل على إضعاف حماس من خلال تقسيمها إلى اتجاهات متنافسة، وإقامة معاهدة سلام مع إسرائيل تحظى بدعم عدد من الدول العربية على رأسها الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وتأتي جهود دحلان بعد أن تراجعت مكانة القضية الفلسطينية عند الأنظمة العربية التي ما زالت تترنح من شدة وطأة ثورات الربيع العربي وارتداداتها. واللافت أن العرب غير متفقين على الأولويات وبعض الدول أصبحت تنظر إلى إيران كمصدر للتهديد يوازي إن لم يكن يفوق إسرائيل كمصدر للتهديد.

على الورق يبدو أن أفكار دحلان متماسكة غير أن أي نظرة متفحصة لما يجري بالمجتمع الفلسطيني وما تريده إسرائيل تجعل من أفكار دحلان أمرا غير قابل للتحقق إلا جزئيا. فهو قد يتمكن من توحيد حركة فتح ومن الفوز بالانتخابات لكنه لن يكون بوسعه التوصل إلى معاهدة سلام مع إسرائيل إلا بشروط إسرائيلية سيؤدي قبولها إلى إضعاف السلطة ونزع الشرعية عمن يقف على رأسها، فالتنازل لإسرائيل المنتشية لا يمكن التوافق عليه فلسطينيا، وبخاصة في المرحلة الحالية، فلم يتمكن رجل بحجم ومكانة ياسر عرفات من القبول بشروط أفضل بكثير مما قد يعرض على دحلان في حال توصل الأخير إلى سدة الحكم في السلطة الفلسطينية.

ما من شك فهناك عناصر قوة متوافرة لمحمد دحلان يفتقدها الرئيس عباس، فالأول يتمتع بعلاقات ممتازة مع دول مهمة على رأسها مصر والإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل، وهي علاقات ستمكنه من إحراز بعض الإنجازات لكن ليس لدرجة استعادة حقوق الشعب الفلسطيني والتحرر من نير الاحتلال. لكن من جهة أخرى، سيعاني دحلان الأمرين بسبب اعتقاد جزء من الشعب الفلسطيني أن دحلان قد لا يكون ذاك الشخص الوطني المطلوب. ولكنا نتذكر عندما أجبر المجتمع الدولي الرئيس ياسر عرفات الموافقة على استحداث منصب رئيس وزراء وتعيين محمود عباس رئيسا للوزراء عندئذ قدمه عرفات على أنه “قرضاي” الشعب الفلسطيني، وفي ذلك إشارة واضحة لنزع الشرعية عنه. وربما هنا يحاول عباس ومن يقف معه تقديم دحلان على اعتبار أنه أداة لدولة عربية مهمة ومقرب من إسرائيل وهو أمر قد يثقل من مهمة دحلان.

من المبكر الآن الحكم على قدرة دحلان على العودة وتبوؤ موقع يسمح له التأثير والسيطرة على الشارع الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني ليس بساذج ليقبل ما يمكن أن يرتقي إلى إملاءات خارجية على إرادة الشعب الفلسطيني، لكن ما يجري الآن يعكس حالة الضياع التي تمر بها القضية الفلسطينية، فترتيب البيت الفلسطيني هو أمر لا يمكن إغفال أهميته غير أن المشكلة أكبر بكثير من مسألة توحيد حركة فتح. فهناك حكومة إسرائيل تعكس مصالح الاحتلال والاستيطان، ومن غير الممكن لهذه الحكومة أو من قد يأتي بعدها في السنوات القليلة القادمة أن تقدم الحد الأدنى لما يمكن أن يقبل به فلسطيني واحد! من هنا نتفهم تحفظ الأردن على دحلان شخصيا، فالأردن لا يريد أن يضع رهانه على شخص قد يفشل في المهمة حتى لو نال تأييد الدول الخارجية التي تدعمه جهارا نهارا. وللحديث بقية!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 66 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 12

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010