] ليبرمان والتطرف - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 27 أيار (مايو) 2016

ليبرمان والتطرف

علي قباجه
الجمعة 27 أيار (مايو) 2016

الاستهجان الفلسطيني والعربي على تعيين نتنياهو المتطرف اليمني زعيم حزب ««إسرائيل» بيتنا» افيغدور ليبرمان بدلاً من موشيه يعالون في وزارة الحرب، لا بد أن يقابل باستهجان مماثل. فيعالون لم يكن سداً منيعاً في وجه الغلو الصهيوني، بل سفكت على يديه الكثير من الدماء، وارتقى جراء سياساته مئات الشهداء، وفي عهده وفرت الحماية لعتاة المستوطنين في تدنيسهم للأقصى واستباحتهم للضفة، فضلاً عن المصادرات لأراضي الفلسطينيين.
السجال الداخلي «الإسرائيلي» لا بد ألا ينسينا أن الكيان شر مطلق وأنه خطر داهم مهما تغيرت الشخوص، فالسياسات باقية ولم تتغير وكل يوم تزيد إجحافاً وضراوة على الكل الفلسطيني والعربي. فيعالون كما ليبرمان كلاهما للشر عنوان. فإمساك ليبرمان حقيبة الحرب لن تغير من واقع الاحتلال شيئاً تجاه الفلسطينيين، فدماء الشعب مسفوكة في كل وقت بوجوده أو عدمه.
من المعروف أن يعالون أفكاره متشددة، وتتماهى مع أفكار غلاة الاستيطان الذين لا يؤمنون بالسلام. وشارك في قتل الفلسطينيين وترويعهم وتاريخه العسكري حافل، كما أنه تجاوز كل الخطوط الحمراء بالسماح لجنوده بإطلاق النار على أطفال ونساء من دون أي وجه حق، وغض الطرف عن هذه الأفعال المقيتة وحماهم من أي مساءلة، إضافة لرفضه قيام دولة فلسطينية، كما يملك من الخبث واللغة المبطنة أكثر من زميله حارس الحانات ليبرمان.

في حين أن ليبرمان صاحب تشريع قانون إعدام المقاومين الفلسطينيين، ومعروف بمواقفه المعادية للعرب ونزعته الحربية، ورفضه لأي حلول سياسية مع الفلسطينيين، وهو صاحب مقولة «العرب «الإسرائيليون» غير الموالين يستحقون قطع الرأس بالفأس». وكان دعا إلى قصف السد العالي في أسوان لإغراق مصر إذا قدمت دعماً للانتفاضة.

لو قارنا بين هاتين الشخصيتين وكل من حمل حقيبة الحرب لرأينا أنهم يتسابقون في وحل التطرف والقتل والاغتصاب، ولرأينا أنه ليس هناك أحد أفضل من أحد فجميعهم يملكون رصيداً إجرامياً. غير أن الفارق الوحيد هو أن وزير الحرب الجديد أكثر صراحة من سابقه، وعداءه جلي وواضح.
حكومة الكيان اليمينية تنحو نحو حكومة تستطيع انتزاع ما تبقى من حقوق بتبديل شخوص مشهورين بمواقفهم المتطرفة، وما التغيرات في حكومة الكيان مؤخراً إلا مسرحية تهدف ربما لتحقيق مآرب مختلفة، أبرزها عدم تقديم تنازلات للفلسطينيين مع اقتراب مؤتمر باريس للتسوية، كما أنها تسعى لاستغلال الظروف الإقليمية بالسيطرة بشكل كامل على الأقصى وما تعيين المتطرف «يهودا غليك» زعيم الاستيطان في القدس محل يعالون في «الكنيست» إلا خير مثال.
حكومة الاحتلال المتطرفة، من الضرورة أن تقابل فلسطينياً بحكومة وحدة قادرة على المواجهة، على رأسها قيادة قوية تعيش الهم الفلسطيني، وتعمل على إعادة الحقوق، ولا تعول كثيراً على تغيير شخوص حكومة الكيان، وأن تكون واعية بتاريخ الصراع وإدراك أن «إسرائيل» ومنذ احتلال فلسطين تعيث في الأراضي المحتلة فساداً ولا يرجى منها خيراً.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 63 / 2328649

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28