] مسيرة العودة لفك الحصار - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 30 آذار (مارس) 2018

مسيرة العودة لفك الحصار

علي قباجه
الجمعة 30 آذار (مارس) 2018

تداعى الغزيون على بكرة أبيهم، وبكل أطيافهم السياسية، للنزول إلى ميادين المواجهة والاحتشاد، معلنين بدء مسيرة العودة، التي خططوا لها منذ أشهر؛ لفك الحصار الجائر عن قطاع غزة، هذه المسيرة ستجمع سكان القطاع كافة على السياج الأمني؛ لمواجهة الاحتلال ومؤسساته اليمينية؛ وردعهم عن التضييق على القطاع.
المسيرة جاءت بعد استنفاد كل محاولات فك الحصار الجائر؛ حيث يواصل الاحتلال غيه وجرائمه؛ من خلال سجنه لشعب كامل يُقَتِرُ عليه قوت يومه، ويحرمه من أبسط مقومات الحياة، في وقت يغدق على قطعان مستوطنيه مالذ وطاب؛ إذاً فهي مسيرة الرافض لكل قيد، الذي يرنو نحو حياة مملوءة بالكرامة والحرية، في ظل رائحة موت وجوع تعصف بالغزي من كل حدب وصوب. ولسان حال الغزيين وهم ينزلون إلى الساحات يردد «فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى»؛ فالموت بعزة نفس وعلو هامة هو ما ارتضاه أهل غزة لأنفسهم في ظل عالم متآمر إما بصمته أو بدعمه للقتلة «الإسرائيليين».
هذه المسيرة تؤسس لما بعدها؛ فهي بداية لإماطة اللثام؛ من خلال دفع الشعب نحو ثورة عارمة، كما أنها تشكل جذوة قوية قد تحرك الأوضاع لمصلحة فك الحصار، ومن الممكن أن تعمل على إيجاد زخم فاعل؛ لإجبار العالم على الالتفات إلى مظلمة الفلسطينيين، وأيضاً، إحياء مصطلح العودة، الذي أُميت في مسالك المفاوضات، وما تُسمى «الحلول السياسية»..
ورغم ما لهذا الحراك من أهمية في هذا الظرف، الذي يتزامن مع «يوم الأرض»، إلا أنه لا بد أن تكون للمسيرة أهدافها، التي تسعى إلى تحقيقها، وقيادة موحدة تقودها، وأن تتجاوز العشوائية أو ردات الفعل غير المحسوبة، كما أنه لا بد لها من وضع سيناريوهات للتعامل مع الرد الإجرامي «الإسرائيلي»، والتحلي بضبط النفس؛ لقطع الطريق على أي تصعيد، خاصة في ظل تهديدات قادة الاحتلال، باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين، ونشر عشرات القناصة قرب السياج الأمني مع القطاع، في حين يترتب على المنظمين، وضع برنامج فاعل؛ لضمان الاستمرار في الحراك حتى تحقيق المطالب، فردات الفعل المؤقتة غير مجدية، ولن تحقق مبتغاها البتة.
ويتعين أن يرافق المسيرة الكبرى تغطية إعلامية فاعلة؛ لإيصال رسالتها، وإحداث رأي عام يُدين الاحتلال ويَصِمُهُ بالإرهاب، كما يترتب على السلطة الفلسطينية المشاركة فيها، وعدم التموضع خلف شعارات رنانة؛ حيث إن عليها اتخاذ خطوات عملية؛ لفك الحصار الجائر، وأيضاً وقف كل أشكال اللقاءات مع الاحتلال؛ لأن ذلك من شأنه إضفاء الشرعية عليه. مسيرة العودة لها ما بعدها، وعلى النُخب الفلسطينية استغلالها؛ لتأسيس مرحلة نضالية جديدة قوامها المد الشعبي العارم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 21

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28