] عندما سرق اليهود يوم «السبت»! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017

عندما سرق اليهود يوم «السبت»!

احمد الدبش
الجمعة 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017

تمثل عطلة يوم «السبت» (Sabbath)، إحدى أكثر التقاليد اليهودية قداسة. فاليهودي في يوم «السبت» يترك اشغاله المادية ويستريح تماماً، وذلك تذكاراً لليوم السابع من الخليقة «وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا» ــ سفر التكوين (2: 2- 3).
وقد وردت وصية تقديس يوم «السبت» في عده مواضع من سفر الخروج منها: «فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «إِلَى مَتَى تَأْبَوْنَ أَنْ تَحْفَظُوا وَصَايَايَ وَشَرَائِعِي؟ اُنْظُرُوا! إِنَّ الرَّبَّ أَعْطَاكُمُ السَّبْتَ. لِذلِكَ هُوَ يُعْطِيكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ خُبْزَ يَوْمَيْنِ. اجْلِسُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ مَكَانِهِ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ» ــ سفر الخروج (16: 28- 29). وفي سفر الخروج (20: 8- 10): «اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ». ويؤكد الرب على تقديس يوم «السبت» بالقول: «لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. » ـــ سفر الخروج (20: 8- 11). ويقول: «وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّايِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ». ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ. » ـــ سفر الخروج (31: 12- 18).
يقول جاري جرينبرج، في كتابه «101 أسطورة توراتية»: يبدو أن فكرة عطلة «السبت» كانت ذات أصل مستحدث تاريخياً. فالدلائل واهية على تقيد أهل «إسرائيل» القدماء بتلك العادة. فــ«الكتاب المقدس» لا يأتي على ذكر تلك الشعيرة من خلال أى جزء من تاريخ «بني إسرائيل» فيما سبق الخروج من «مصر» [أي كانت]. الحقيقة أن قصة الخروج من «مصر» حوت بعض الأوامر الإلهية للإلتزام بعطلة «السبت» إلا أن هذه الآيات لربما كانت إضافات مستحدثة أيضاً. ففي الواقع إن آيات سفر التثنية (5: 15) التي تعكس آراء الملك يوشيا قبل الأسر البابلي بقليل، تقول بأن الرب أمر «بني إسرائيل» بعطلة «السبت» ليس لأنه اليوم الذي استراح فيه الرب وإنما لأنه اليوم الذي خلصهم فيه من حياة العبودية في «مصر»: «وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ. لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ».
وحتى بعد الخروج من «مصر» وصولاً للعصر الملكي المتأخر يخلو «الكتاب المقدس» من فرض الإلتزام بعطلة «السبت».
جاء في «قاموس الكتاب المقدس»، وقد حاول البعض ان يرجعوا السبب في حفظ يوم «السبت» إلى حفظ البابليين له، فقد كان هؤلاء يحفظون اليوم السابع والرابع عشر والحادي والعشرين والثامن والعشرين من كل شهر، مهما كان اسم اليوم، وكانت شرائعهم تقول ان الملك لا يأكل اللحم المطبوخ على الفحم في هذه الأيام، ولا يغير ثياب جسده، ولا يلبس ثياباً نظيفة، ولا يقدم ذبيحته، ولا يركب في عربة، ولا يتكلم في قضية، ولا يجوز للرائي في هذه الأيام ان يقدم للناس ما يرى، ولا يجوز للطبيب ان يضع يده على جسد انسان. وعند الماء يأتي الملك بتقدماته للآلهة.
ويشير Leo Rosten إلى أن البابليين كانوا يقدسون عيداً يسمى «Shappatu» أو «Shabbatu» ويعني الراحة والاستراحة. وكان البابليون يمتنعون عن العمل في تلك المناسبة. بل كان محظوراً عليهم الطبخ فيه كما كان محظوراً عايهم «أن يغيروا ثيابهم وأن يقدموا ضحايا، وكان محظوراً على الملك أن يكلم فيه الشعب، ويركب مركبته، وأن يقوم بواجب عسكري أو مدني، وأن يأخذ دواء».
إذن بالرجوع إلى التراث البابلي فإن «يوم الراحة» يسمى «شباتوم Shabattum» ويتضمن نفس المفهوم التوراتي، فعدة الواح من مكتبة نينوى (مكتبة آشور بانيبال) تشير إلى جملة «يوم راحة للقلب» (day of rest of the heart) وهي جملة متكررة وواضحة تشير إلى التوقف عن مواصلة الجهد والعمل وهذه الجملة توضحها جملة «اجعل القلب في راحة» (May the heart be in resty)، وهي تعني ليكن الكائن الحي هادئاً. القلب والكائن الحي استخدما من قبل البابليين والأشوريين وكتبة التوراة ليأخذا مقعدهما في العقل والحياة، إنهما يظهران أن «راحة القلب» تعني راحة العقل والنفس. وأن «هدوء الكائن الحي» ترادف راحة القلب لتصل إلى هدوء الكائن الحي الذي يعني التوقف عن الحركة. وهذا يؤكد وجود يوم لراحة البابليين، فشباتوم البابلية تكون أساس «شبت» أي «سبت» التوراتية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 71 / 2289188

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

98 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 102

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010