] سيمفونية يوم الأرض.. - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2016

سيمفونية يوم الأرض..

بقام: نظام مارديني
الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2016

هي ليست وليدة صدفة انتفاضة «يوم الأرض»، بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي عاناه ويعانيه شعبنا في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني.

فقبل أربعين عاماً، وفي يوم السبت الثلاثين من شهر آذار 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل الاحتلال، انتفض شعبنا في جميع المدن والقرى والتجمّعات في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد العدو الصهيوني.

شكل هذا اليوم انعطافة مفصلية ونقلة نوعية مهمة في حياة وتاريخ شعبنا في معاركه دفاعاً عن وجوده ضد الاحتلال، وهو حمل بين طياته أيضاً كل معاني التحدي والمقاومة الشعبية الصلبة لكل المشاريع والمخططات التي تؤدي لشطب الأرض وتدعم مصادرتها وتهويدها.

وحكاية الأرض هي حكاية عشق أبدية، ولعل فلسفة وجودنا يرتبط بالأرض الأسطورة الخالدة لذلك يعتبر الصراع القائم بيننا وبين أعدائنا هو صراع وجود.

هي حكاية الروح التي تحلّق في الفضاء في لحظة الحقيقة، وهي تتجلّى في أبهى صورها… عشقنا بيسان دون أن نراها. عشقنا صفد دون أن نراها. عشقنا طبريا دون أن نراها. عشقنا حيفا ويافا وبيت لحم والقدس والخليل… ويطول عشقنا لكل حبة تراب من بلادنا الممتدة من جبال كردستان الأبية وحتى شواطئ فلسطين الحبيبة.

لطالما كانت للأرض الفلسطينية تركيبة غريبة، وهي ليس كباقي أصقاع العالم.. ولأنها كذلك تكالبت كل حثالات الكون عليها ودفعوا كل روائح الكراهية والقذارة إليها فجاءها اليهود يحملون العنصريات كلها في جيوب قلوبهم يوزعونها «دويلات» و«فيدراليات» هنا وهناك وهنالك..

أقول لك يا فلسطين، منذ انهمار الضوء على الكون كنتِ تتجولين في مقدمة الهواء عندما كنت تلوحين يوماً بأكمام السماء كي تتلمّسي الظهيرة المشبعة بالأنفاس وهي تتمايلُ كلّ لحظة بظلال من الحب.

لا تزالين يا فلسطيننا قوس روحي أخضر يتعثر بلحية نبوخذ نصر وهو ينقشُ شعارات نصره على الشاطئ السوري، ويسبي اليهود وخرافاتهم ليعلمهم الزراعة والكتابة في بابل، ومن هناك سطّروا كتابهم «التوراة» بالمزامير والأساطير السورية.

تمرّ صور شهدائك أمامنا كشقائق النعمان تتدلّى حلماتها في فم النحل حين يسري الشهد بروح منحوتات تدمر ونمرود وهي تخرجُ من خزانتها رسائل حياة وحضارة.

لا تزالين يا فلسطين تشاكسين تاريخك المألوف في سوق عكاظ كأنّ سرّتك قيثارة بابل تعزفُ سيمفونية للإله مردوخ بعدما مرّت سنون وقرابين المعبد ولا تزالين تنسجين خيوط حريرك بنوافذ أحلامنا .

في كل عام تنادينا الأرض في مثل هذا اليوم فنلبي النداء لأجلكِ يا فلسطين… وإننا لَعائدون!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 14

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010