] صهاينة وموساديون عرب .. والقيادات الهزيلة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 10 آب (أغسطس) 2017

صهاينة وموساديون عرب .. والقيادات الهزيلة

فايز رشيد
الخميس 10 آب (أغسطس) 2017

نتنياهو يترنح نتيجة فضائحه المالية التي أخذت تزكم الأنوف, وهو يشارف على السقوط, فغالبا ما سيتقدم المدعي العام الصهيوني بلائحة اتهام ضده, وسيضطر حينها إلى الاستقالة كارها أو مكرها, وأغلب الظن أن إسرائيل كاتز هو من سيتولى قيادة الليكود. لقد استطاعت الأحزاب الصهيونية استقطاب صهاينة يتكلمون العربية (فهم محسوبون على العرب) مثل المدعو يعقوب القرا, الوزير الحالي في حكومة نتنياهو عن الليكود, والمدعو صالح طريف العضو في حزب العمل, الذي تسلم حقيبة وزارية في حكومة شارون عام 2000 وغيرهما, من هؤلاء الذي باعوا عروبتهم بثمن بخس, والذين دافعوا ويدافعون عن الجرائم الصهيونية بحق أمتنا وشعبنا الفلسطيني أكثر من هرتزل وجابوتنسكي وبيغن وشامير, سيسجل التاريخ هؤلاء الخونة على صفحاته السوداء كمتآمرين على شعبهم وأمتهم, وسيكون مصيرهم على كومة النفايات الأقذر في التاريخ, بالفعل ينطبق عليهم بيت شعر أبي الطيب المتنبي,لا يحصد الموت نفسا من نفوسهم ..إلا وفي يده من نتنها عود. هؤلاء هم مثل للخيانة في أحقر أشكالها.
هؤلاء وأمثالهم مفضوحون, فهم يمارسون خيانتهم على رؤوس الأشهاد, لكن الأخطر منهم صهاينة عرب آخرون متغطون بالحرص على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية, وهم يغرسون السكاكين في جسد القضية, وأبدان المناضلين المخلصين لها, يتآمرون عليهم بالأساليب البذيئة ,الجائزة شكلاً , لكنهم يهدفون إلى تحطيم المناضلين, والثورة وأبنائها من خلال إبعاد هؤلاء عن مواقعهم. نعم, ما تكاد عملية بطولية فدائية يقوم بها أبناء فلسطين في الأراضي المحتلة, ضد العدو السوبر فاشي السوبر عنصري الصهيوني, حتى تنبري جوقة من المشككين بأهداف العملية, والتحذير من نتائجها على جماهيرنا, ومن التنكيل الصهيوني بأبنائها, وكأنهم يريدون منا, أن ندير خدودنا اليمنى للكيان إذا ما قام بصفعنا على خدودنا اليسرى. هؤلاء المارقون ليسوا طابورا خامسا فحسب, بل طفيليات هدامة تصيب الجسم البشري, للعمل على موته التدريجي! إنهم خلايا سرطانية تنفذ بخسة إلى الخلايا الجسدية للإنسان, والعمل الدؤوب على اقتناص عناصر الحياة فيه.
تجد بين هؤلاء: سياسيون, يحتلون أرفع المناصب.إعلاميون, كتاب, صحفيون, أطباء, مهندسون, عمال, حرفيون , ما يجمعهم هو التآمر, والعمل كخفافيش الليل في الظلام, والظلام فقط, لأن الوضوح والنهار والحقيقة تقتلهم, وهؤلاء يعملون على هدم القضية الفلسطينية تحت غطاء مصلحتها. هؤلاء أخطر من الشياطين المخفية, فهم متجسدون في أشكال بشرية. هؤلاء يحتاجون إلى وقت لكشفهم, لكنهم حتما سينكشفون. فمهما طال الزمن فإن المتغطين من المدعين بالجملة الثورية, سينكشفون. لقد انتصرت فرنسا بقيادة ديغول رغم قيام الخائن بيتان بتشكيل حكومته تحت الاحتلال النازي لباريس, أصبح الأول مثالاً للوطنية الثورية, ومؤسسا للجمهورية الفرنسية الخامسة, وأصبح الثاني مثالاً للخيانة والقماءة ولكل ما هو قذر من الظواهر.
بالنسبة لأمتنا العربية, وللشعب الفلسطيني, فإن ما وصلت إليه الأوضاع من رداءة, فإنها في جزء كبير منها, ليست نتيجة المؤامرة فقط, والمحاربة الإعلامية والمالية, وكل الأشياء الأخرى, التي يجري التذرع بها! لتغطية التقصير والتأثير في الفعل, والعجز, بل نتيجة لهزالة القيادات, التي لا ترى لأكثر من أرنبات أنوفها! التقصير والرداءة ليستا بسبب الظروف فقط, بل لعجز عن قيادة حركة تحرر وطني فلسطينية وأخرى قومية عربية. لعلمكم, طريق الثورة ليس مكللا بالورود, وليس مكللا بالدعم المالي والإعلامي, فالثورة والحالة هذه “سوبر ثورة” ثورة “الخمس نجوم”. اقرأوا عن الثورات وحركات التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية, من الثورة الفيتنامية حتى الجزائرية والكوبية وتعلموا فن الثورة وطريقة قيادتها, تجدوا الجواب.
الثورة هي إبداع تنظيمي لحل مشاكل المال والإعلام, واختراع المجال الحيوي للتأثير. الثورة هي فن تجاوز كل ما يعترض الطريق. لهذا قيل عن الشعب الفلسطيني “بأنه دوما يسبق قياداته بمراحل”. المقولة الآن تنطبق على الكثير من المجتمعات العربية. الثورة هي فن إيذاء العدو حيثما يتواجد بكافة الأشكال والطرق, وبخاصة في الأرض المحتلة. للعلم, ليست جحافل الثورة الفلسطينية تحيط بتل أبيب حتى يدعي قادتها انشغالهم, وعدم وجود الوقت لديهم. في مقالة سابقة في الوطن العزيزة ,عددنا الحجم التقريبي لأعضاء المكاتب السياسية والأمناء العامين في الوطن العربي, لنجد ما شاء الله العدد يفوق قارات العالم مجتمعة. الأمناء العامون سواء للأحزاب غير المسموعة جماهيريا وحتى المسموعة نسبيا , ما إن يجلس الواحد منهم على “كرسي” الحكم ولو على خمسة أعضاء, حتى لا يزيحه عنه خمس جرافات, فقط هو الموت الذي يتكفل بهم. إن كنتُ أقول خطأ فقوموني؟ الأمناء العامون في زمننا أكثر “من الفش على القش” إلى الحد,الذي أصبحوا فيه بضائع تشترى!, ومع ذلك دعونا نرى الإنجازات الفلسطينية والعربية في ظل هؤلاء, بل العكس كلما ازدادوا تتراجع أمتنا إلى الحضيض, وتسألون, لماذا نحن متأخرون؟ ولماذا لا نحقق إنجازات؟ عظم الله أجركم, وإلى اللقاء مع مقالة نقدية قادمة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 74 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

57 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 55

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010