] نتنياهو إذ يشكك بنجاح خطة ترامب للحل!! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 25 تموز (يوليو) 2017

نتنياهو إذ يشكك بنجاح خطة ترامب للحل!!

ياسر الزعاترة
الثلاثاء 25 تموز (يوليو) 2017

يوم الثلاثاء الماضي، نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لرئيس الوزراء الفرنسي إنه يشكّ في احتمالات نجاح مبادرة السلام التي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العمل عليها، فماذا يعني ذلك؟
لم يحدث أن جاء إلى البيت الأبيض رئيس بمثل هذا التماهي مع المطالب الصهيونية، ولا الخضوع للهواجس الإسرائيلية كما ترامب، ولم يحدث أن كان سفير أمريكا في تل أبيب، ومبعوثها للمنطقة، بمثل هذا الهوس اليميني الذي عليه الحال اليوم، فضلا عن الصهر الحبيب؛ اليهودي الأكثر قربا من الدوائر الإسرائيلية.
كل ذلك، لم يكن كافيا لكي يمنح نتنياهو لترامب شرف المحاولة، مع الأمل بالنجاح، ولا يعود ذلك لشكّه في صداقة ترامب، ولا نواياه الصادقة في خدمة الكيان، بل لأنه يدرك أن السقف الذي يريده في التسوية لن يقنع أحدا؛ لا في الوضع الدولي حتى لو دعمه ترامب، ولا في الوضع الفلسطيني والعربي رغم كل البؤس الراهن، إذ لن يجرؤ أحد على الموافق على دويلة فلسطينية على حولي نصف الضفة الغربية، من دون قدس ولا سيادة (حق العودة صار مشطوبا وهو لم يعطل الحل من قبل، والمبادرة العربية شطبته عمليا بالحديث عن حل بالتوافق). وحتى لو تجرأ أحد على القبول بذلك، فإن الشعب الفلسطيني لن يقبل، ولا الأمة من ورائه، وسيغدو من يتورط في القبول خائنا (عرفات رحمه الله قال لهم في كامب ديفيد صيف العام 2000 حين عرضوا عليهم مقترحهم لحل قضية القدس ما مضمونه: لو وافقت على ذلك فسيقتلني الشعب).
لهذا السبب تحديدا خرج شارون بطرحه “العبقري”، التي سمّاه “الحل الانتقالي بعيد المدى”، والذي أصبح موضع إجماع في الكيان الصهيوني، بصرف النظر عن المسمى المستخدم (دولة مؤقتة، سلام اقتصادي)، والذي بدأه بالانسحاب من قطاع غزة، مع تكريس وجود السلطة (الاختراع البقري المسمى سلطة فلسطينية بتعبير محلل إسرائيلي)، ومن ثم إعادة الأوضاع تدريجيا إلى ما كانت عليه قبل اندلاع انتفاضة الأقصى، نهاية أيلول من العام 2000، وعلى هذه الخلفية كان بناء الجدار الأمني الذي يلتهم حوالي 60 في المئة من الضفة الغربية.
منطق شارون، أن التسوية النهائية مستحيلة نظرا لتباعد المواقف، والحل يتمثل في حل انتقالي يمتد لعشر سنوات أو أكثر (الزمن مفتوح!!)، يتم خلالها الحديث عن التنمية وتحقيق الرفاه (يضاف الآن تطبيع عربي شامل)، وبعد ذلك لكل حادث حديث، والهدف بالطبع هو تحويل المؤقت إلى دائم، مع تحسينات طفيفة، لا تغير في جوهر تبعية الكيان للاحتلال، أو ربطه (سكانه عمليا لأن السيادة عليه للاحتلال) بالأردن لاحقا، وهو طرح أصبح متداولا بقوة في الكيان.
نتنياهو اليوم يريد هذا المسار، مع تطبيع عربي شامل كما قلنا، وبذلك يتم دفن القضية عمليا، ويصبح الأمر مجرد نزاع حدودي لا يغير في طبيعة الجوار!! والسؤال هو: من يقبل بهذا الكلام، وهل لو قبل به أحد، أو مرره دون إعلان، كما تفعل قيادة السلطة منذ 2004، سيمنحه فرصة النجاح؟ الجواب هو لا؛ لأنه مسار يصفي القضية عمليا، ولا بد أن ينتفض الشعب في مواجهته على نحو شامل، إن عاجلا، أم آجلا.
انتفاضة الغضب الراهنة في القدس، وعلى خلفية العدوان على الأقصى، أفسدت أجواء نتنياهو، وأكدت من جديد أن على هذه الأرض شعب مسكون بالبطولة والتضحية، ولن يتمكن أحد من تركيعه بحال من الأحوال، وهو أمر على قادة السلطة أن يعوه جيدا، ويكفوا تبعا لذلك عن مطاردة الوهم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 23

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28