] فلسطين: الخيارات الصعبة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 25 تموز (يوليو) 2017

فلسطين: الخيارات الصعبة

حميدي العبدالله
الثلاثاء 25 تموز (يوليو) 2017

يدور سجال حادّ بين فصائل المقاومة في كلّ مرة يتعرّض فيها الفلسطينيون إلى ممارسات تعسّفية قاسية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني. بعض فصائل المقاومة تضع اللوم على السلطة الفلسطينية وتطالبها بقطع التعاون الأمني مع الكيان الصهيوني، بل إنّ بعض الفصائل تطالب بحلّ السلطة بعد أن تعثر حلّ أوسلو، ولم تلتزم تل أبيب بالروزنامة التي اتفق عليها، والقائمة على فكرة حلّ الدولتين.

البعض الآخر المشارك في السلطة الفلسطينية يطالب الفصائل الأخرى المسيطرة في غزة بتقديم دعم فعّال للفلسطينيين من خلال مواصلة المقاومة عبر قطاع غزة وتحويل القطاع المحرّر من الوجود العسكري الإسرائيلي المباشر إلى قاعدة لعمل عسكري دائم أو ردعي كلما قامت تل أبيب بتصعيد أعمالها الوحشية ضدّ الفلسطينيين، لكن لكلّ طرف حججه في رفض ما يطالب به الطرف الآخر، وتحوز هذه الحجج على دعم شرائح واسعة من الشعب الفلسطيني. السلطة الفلسطينية تقول إنّ وقف التنسيق الأمني يعني قيام قوات الاحتلال بالعودة إلى احتلال كلّ المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف تمويل مؤسسات السلطة من أموال ضرائب الفلسطينيين، وتشريد آلاف الأسر هم موظفو السلطة في السلكين المدني والأمني، وبالتالي ستزيد معاناة الفلسطينيين، إضافةً إلى معاناتهم الحالية جراء تصرفات قوات الاحتلال، وبالتالي ما يتمّ اقتراحه ليس حلاً لإزالة الاحتلال أو التخفيف من معاناة الفلسطينيين.

الفصائل التي تسيطر في غزة تؤكد بدورها أنّ القيام بعمل عسكري في غزة لنجدة الفلسطينيين سيعني اعتداءات إسرائيلية تدميرية متواصلة على القطاع على غرار الحروب الثلاث التي شنّتها قوات الاحتلال ضدّ القطاع وهدمت مئات، بل آلاف المنازل، ولم تتمكّن غزة المحاصرة صهيونياً وعربياً حتى من إغاثة المرضى وإعادة إعمار ما هدمته الاعتداءات، وبالتالي من حق سكان غزة أن ينعموا بالراحة النسبية ولو لفترات محدّدة، وبالتالي ما يقترح على هذه الفصائل هو تعميم معاناة الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال، بدلاً من وضع حدّ لهذه المعاناة، هذا أيضاً ليس حلاً.

بسبب وجاهة وأهمية ما يطرحه كلّ فريق ثمة انقسام شعبي حول الخيارات، وبالتالي تصبح كلّ الخيارات صعبة.

هناك خيار ثالث يجب أن تتمّ دراسته بين الفصائل، ولا بدّ أن يحظى بموافقتها، جميعها أو على الأقلّ كبرى الفصائل، وتحديداً فتح وحماس، يتلخص هذا الخيار بوقف متزامن للتعاون الأمني وتصعيد الانتفاضة في الضفة الغربية ضدّ الاحتلال مع عمل عسكري عبر غزة، وعدم توقف هذه المواجهة إلا بعد إرغام الكيان الصهيوني، على رفع الحصار عن غزة بشكل كامل وقبول حلّ الدولتين، طالما أنّ حماس وفتح باتتا مع هذا الحلّ.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 19

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28