] ثلاث قضايا حول هبة الأقصى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 23 تموز (يوليو) 2017

ثلاث قضايا حول هبة الأقصى

حسن مدن
الأحد 23 تموز (يوليو) 2017

ثلاث قضايا يجدر الوقوف أمامها عند الحديث عن الهبة الفلسطينية، التي بلغت أمس الأول ذروتها، انتصاراً للمسجد الأقصى الشريف، ورفضاً لقيام سلطات الاحتلال بفرض بوابات إلكترونية لدخول المصلين إليه، كخطوة على طريق إخضاع المسجد، كاملاً لها.
القضية الأولى هي إعادة إظهار، ما لم يعد حقيقة في حاجة إلى إثبات، من تصميم للفلسطينيين على مواصلة النضال ضد المحتل حتى نيل حقوقهم، فعند كل منعطف يظهر هذا الشعب الشجاع إقدامه واستعداده للتضحية، ورغم كل المثبطات من حوله، فإن تصميمه لا يتناقص وعزيمته لا تكل.
ووسط هذا السواد العربي الكالح الذي يغرق فيه العرب في حروبهم الأهلية المدمرة، وفي الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية التي نصبت الفخاخ باتقان لاستدراجهم إليها، وانزلقوا نحوها كالعميان، فإن الشعب الفلسطيني يقدم نفسه للعالم كصاحب قضية عادلة لن يتخلى عنها، مهما طال الزمن، ومهما كانت الكلفة عالية.
القضية الثانية هي أهمية ملاحظة أن ما أطلق شرارة الهبة الحالية هو تعدي سلطات الاحتلال على الأماكن المقدسة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، ولعب الباعث الديني دوراً كبيراً في استنهاض الفلسطينيين دفاعاً عن مقدساتهم، لكن علينا، إلى جانب ذلك، أن نشدد على الطابع الوطني لهذه الهبة، من حيث هي هبة كل الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ومن مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية ضد سلطة محتلة مغتصبة للأرض ومصادرة للحقوق.
ولا بد هنا من الإشارة إلى الوقفة المشرفة للكنيسة الأرثوذكسية ومطرانها الشجاع، في تأكيد الجوهر الوطني لهذا التحرك، ذلك أن الأرض الفلسطينية كلها غالية، وكل شبر محتل فيها يستحق التضحية من أجل إعادة السيادة عليه لأصحابه الشرعيين.
وهذا البعد الوطني للهبة الفلسطينية هو ضمانة استمرارها، وأن تتحول إلى رافعة قوية لديمومة النهوض الحالي، لكسر حالة المراوحة التي تمر بها القضية الفلسطينية بعد المأزق الذي قاد إليه نهج أوسلو المدمر.
وهذا يقودنا إلى القضية الثالثة التي نود التوقف أمامها هنا، وهي أن ما يجري الآن منذ حادثة إطلاق النار في المسجد الأقصى أظهر أن المبادرة في التحرك هي بيد الجماهير الغاضبة، التي يئست من أداء قيادتها، فتحركت بنفسها، على خلاف ما كانت هذه القيادة ترغب، فيما المطلوب، خاصة في ظرف استثنائي مثل هذا، أن تأتي الدعوة إلى الاحتجاج واستنهاض الشعب ضد تغول سلطات الاحتلال من قبل القيادة بالذات المؤتمنة على القضية الوطنية الفلسطينية.
وقد بدا هذا الارتباك والتردد في أن خطوة «تجميد» اتصالات السلطة الفلسطينية مع دولة الاحتلال أتت متأخرة، بعد أن خرج الناس غاضبين، وسقط الشهداء، وأصيب نحو مئتي فلسطيني في المواجهة مع المحتلين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 19

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010