] ليكن الأقصى الشرارة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 22 تموز (يوليو) 2017

ليكن الأقصى الشرارة

زهير ماجد
السبت 22 تموز (يوليو) 2017

حرام أن يذهب غضب الفلسطينينيين المقدسيين هباء، وحرام أن لا تلتم الأمتان الإسلامية والعربية على همهمات المقدسيين. لن تغفر الأجيال فرصة مناسبة من أجل فلسطين كلها وليس فقط من أجل الأقصى، ولنعتبر أن هذا الأقصى الشرارة من أجل فلسطين، والشرارة كما يقول ماوتسي تونج تشعل السهل كله.
هنا تطرح قضية في غاية الأهمية، وهي وحدة الحركة الوطنية العربية والإسلامية طالما أن هنالك إجماعا وحتى بدون نقاش على الأقصى كمحرك لها. فلنبدأ به، حراكا منظما.
تبدأ القضايا الكبرى فكرة على حد تعبير سارتر، ثم تتحول إلى مشروعها الهادر. إذا كان الأقصى له كل هذا الاحترام والتبجيل من قبل مئات ملايين المسلمين، وهنالك موقف موحد من طغيانه على الفكرة الإسلامية الجهادية، فلماذا لا تكون البداية من خلاله، شرارة تؤهله لدخول التاريخ الأكبر؟
ما الذي يحقق هذه الفكرة التي لا بد منها: تجميع كل بلد عربي وإسلامي لأحزابه المؤمنة بتحرير فلسطين، ثم الالتقاء فيما بينها على هذه القاعدة الوحدوية التي لا تحتاج للكثير من النقاش والمماحكة الفكرية، سوى عمليات ضبط لقواعد أي حراك يأتي بعدها ليكون شاملا بين تلك القوى، وتأسيس جيش إسلامي عربي، (الحشد الشعبي العراقي نواته، إضافة إلى حزب الله، وحركة حماس والجهاد الإسلامي وبعض التنظيمات الأخرى) ..
أعتقد، وأكاد أجزم، أن هنالك اتفاقا مبدئيا بين أكثر القوى الحزبية العربية والإسلامية على قضية الأقصى كمفجر لتحرير فلسطين، وأنه طالما أن هنالك شرارة تفجير عنوانها الأقصى، فلماذا لا يتم الاتفاق عليها؟
سمعت صراخ المقدسيين وهم يمنعون من دخول مسجدهم الأقصى، ورأيت قبضاتهم كيف تعلو، وأنا أعرف جرحهم التاريخي الذي يحرك فيهم تلك العزيمة والإرادة ويملكون بالتالي القدرة على تقديم الغالي والنفيس من أجل قدسهم وأقصاهم وفلسطينهم. فهل يبقى هؤلاء وحدهم دون معين؟ وهل نضبت الأفكار لدى المفكرين الإسلاميين والعرب الحزبيين منهم في الطليعة، على تفتق الفكرة التي تصيب هدفا وحدويا إسلاميا وعربيا في هذا التوقيت بالذات؟
فلسطين لم تعد قضية شعبها أو قضية العرب فقط، إنها قضية المسلمين أيضا، بل قضية العالم نظرا لبعدها الإنساني والحقوقي الذي لا مثيل له في التاريخ. لعلنا إذا استرجعنا قليلا بعض الذاكرة في مرحلة النضال الفلسطيني الثوري وكفاحه المسلح بمفهوم العمل الفدائي، سنجد الكثير من التنظيمات العالمية التي لم تتضامن فقط مع الثورة الفلسطينية بل قامت بتنفيذ عمليات في إسرائيل، أليس كارلوس السجين في فرنسا واحدا من كثيرين، إضافة إلى التنظيمات اليابانية والألمانية والإيطالية والفرنسية وتلك الإفريقية وغيرها مما لا نذكر ما ساهم في العديد من العمليات على أرض فلسطين.
قد لا يكفي التنديد والوعيد الكلامي، فيما الإسرائيلي يتمدد طولا وعرضا في الأراضي الفلسطينية، حتى إذا فتش الفلسطينيون والعالم عن إقامة “دولة” للفلسطينيين، فإنهم لن يجدوا لها أثرا لا في الضفة ولا في أي مكان، فهل ما يقال من مشاريع أن غزة فقط هي تلك “الدولة”!
لننقذ الأقصى كمقدمة لإنقاذ فلسطين كلها، ولتكن راية الوحدة الإسلامية العربية فوق كل اعتبار وعلى أسس جديدة بعدما مللنا من تسميات إسلامية عديدة تعيش على البيانات التي لا تقدم ولا تؤخر.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2323729

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 21

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28