] الصهيوني الأعمى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 20 تموز (يوليو) 2017

الصهيوني الأعمى

زهير ماجد
الخميس 20 تموز (يوليو) 2017

نسي الكتاب حربا غيرت نتائج .. ففي مثل هذا الشهر قبل احد عشر عاما ظن الإسرائيلي ان الوقت حان ليس لتصفية حساب مع حزب الله بل لتصفيته. الفكرة كانت مجنونة بالطبع، خصوصا وان لدى اسرائيل تجربة خاسرة على مدار سنوات طويلة مع الحزب اللبناني.
النسيان طبعي احيانا، لكنه قد يكون مفتعلا عند البعض كي يتهرب من المناسبة التي تشع معاني واستنتاجات ومؤثرات. الأمر ليس مهما طالما ان ما حصل تجاوز كيديات اولئك الكتاب الذين يحاولون التفتيش عن مناسبة ولو بدون اهمية كي يكتبوا عنها.
الثرثرة الإسرائيلية حول المناسبة استنفذت اغراضها، فلطالما امل ان يتمكن من العودة إلى الميدان العسكري لمقاتلة الحزب من اجل الإجهاز عليه .. حلم لم يعد صالحا حتى للتصديق .. ووهم سقطت مفاعيله مع الوقت الذي يمضي عند كيان لكثرة ما صبر اصابه العياء.
أعلمه حزب الله ان المغامرة معه سيكون ثمنها وجود اسرائيل .. فرغم انشغالاته في سوريا، الا انه لم يحرك مقاتلا من الأمكنة الحساسة والمهمة في مساحة لبنان، كل لبنان .. وان السلاح الذي يستعمله في سوريا لم يجلبه من لبنان ايضا بل من مخازن اخرى من داخل سوريا.
بعد احد عشر عاما من الصبر الإسرائيلي اذن، لن يستطيع فتح حرب خسرها في العام 2006، والحزب وقتها لم يكن كما هو عليه اليوم عددا وتقنيات واسلحة متطورة وقدرات قتالية هائلة. وما كان لا يعرفها عن الحزب في تلك الحرب البعيدة، لا يعرفه اليوم ايضا، ومن لا يعرف لا يرى ابدا، يظل اعمى البصيرة والبصر.
حزب الله مرتاح جدا واسرائيل تعبة وقلقة ومترددة .. لو لم يكن مرتاحا لما ذهب بالآفة إلى الجبهات السورية متنقلا في ما بينها ومحققا نصرا ومقدما شهداء بالمئات وهو قادر ايضا على استكمال طريقه حتى النهاية، ويستعد الآن لخوض معركة فاصلة عند الحدود مع لبنان ضد بقايا الإرهاب التكفيري.
اما الكيان العبري فلا يملك سوى المراقبة والتجسس والحصول على المعلومات .. فلا رهانه على سقوط سوريا قد تحقق، ولا على العراق ايضا، ظل الرئيس الأسد الذي راهنوا على رحيله درة الصمود السوري التاريخي .. ربما يتعجب الصهاينة من هذه القدرة وهذا الصمود، من اين جاء بها، يجيب الإسرائيلي على سؤاله، ليس فقط لوجود الروسي والإيراني والحلفاء الآخرين، بل لأن ثمة قوة ذاتية لدى الرئيس مستمدة من شعبه وجيشه المقدام ومؤسساته التي ظلت موحدة وفاعلة ثم حزبه ومن ثم الشام التي لها سحر، ولعنة كل من اقترب ليؤذي تلك الشام التي كانت سيفا لم يغب.
ذكرى الحادي عشر للحرب غيرت معادلات المنطقة منذ قيام الكيان الصهيوني، أعيا هذا الكيان بحثه وقراءته المستمرة وتطلعه وقلقه وتردده كل وجوده. كلما حصل قادة الصهاينة عن جديد لدى حزب الله، اكتشفوا ان ثمة ما هو أجد وأخطر قد يغير فعلا وجه المنطقة ويكون له تأثيره المباشر على وجود هذا الكيان الذي يهتز منذ امد وجوده.
ستمضي السنون لكن ليس من ينسى في اسرائيل انه اخفق في قتاله ضد حزب لبناني، وانه يريد الثأر بل تصفية الحزب، لكنه سيظل عاجزا عن المحاولة التي اصعب مافيها انه اعمى المعلومة والعميان لا يمكنهم خوض الحرب والقتال.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

47 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 48

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010