] ديّة الأقصى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 19 تموز (يوليو) 2017

ديّة الأقصى

خيري منصور
الأربعاء 19 تموز (يوليو) 2017

ما قاله نتنياهو في كتابه «مكان تحت الشمس»، عبّر عنه مراراً بقرارات سياسية وعسكرية عندما وصل إلى سدة الحكم. فهو أعلن صراحة عن استراتيجية استثمار الأزمات وتحويل الضارّة إقليمياً ودولياً إلى نافعة له ولمشروعه. وتتلخص هذه الاستراتيجية في اغتنام الفرص حين ينصرف انتباه الرأي العام إلى كوارث، وجذر هذه الاستراتيجية مارسه قطّاع الطرق واللصوص حين كانوا ينتظرون ليلة غير قمراء وحالكة السواد كي تستطيل أيديهم، ويغيب الشهود. وما فعله نتنياهو خلال بضعة أيام فقط ليس التناقض في التصريحات والمواقف، فهذه سمة أصبحت تقليدية في سيرة الرجل ومنهجه، فبعد أن وعد بإعادة المشهد في الأقصى وما حوله إلى ما كان عليه، فوجئ العالم بالبوابات الإلكترونية وبتغيير ملامح ومعالم، عمرها مئات السنين.
فهل هذا المنهج ضمن سياسة التهويد التي بدأت ببطء ثم تسارعت؟ والمثل العربي القائل «من يعرف ديّة القتيل لن يتردد في قتله»، تصدق على ما يحدث الآن في القدس، ونتنياهو شأن كل من سبقوه في الدولة العبرية، أصبح على دراية بردود الأفعال سواء كانت عربية إسلامية أو دولية، وهي لا تتجاوز الشجب والإدانة غير القابلة للصرف ميدانياً!
ولو كانت ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية فاعلة وذات تأثير، لما تعرّض الأقصى لكل ما تعرّض له منذ إحراقه قبل عدة عقود!
والتعاليم التي سمحت لعصابة عام 1948 أن تطلق النار على أكثر من مئتين من المصلين في مسجد دهمش باللد، وهم في جلال السجود، سمحت بالأمس بإطلاق النار على المصلين عند باب الأسباط وأصيب أكثر من ثلاثين منهم بجروح.
لكن نتنياهو ومن سوف يعقبه كالذين سبقوه، يخطئ إذا تصوّر أن ديّة الأقصى بضع مقالات في الصحف والفضائيات أو بضعة تصريحات من عدد من العواصم.
إن ديّة الأقصى لا يقوى عليها هو أو سواه، لهذا فهو يخطئ بالقياس على ما مضى!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

49 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 50

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010