] أوباما لنتنياهو: أنا ساكن البيت الأبيض - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 11 آذار (مارس) 2016

أوباما لنتنياهو: أنا ساكن البيت الأبيض

بقلم: حلمي موسى
الجمعة 11 آذار (مارس) 2016

في إشارة إلى مستوى تدهور العلاقات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، نشرت مجلة «أتلانتيك» الأميركيّة مقابلة مطوّلة مع أوباما ينتقد فيها عنجهيّة نتنياهو.
وأوضح الرئيس الأميركي أنَّه بعدما استمع إلى محاضرات نتنياهو قبل سنوات عن المخاطر التي تواجهها إسرائيل، اضطرّ لأن يقول له: أنا من يسكن البيت الأبيض.. وأعرف عمّا تتحدّث عنه.
وثمّة أهميّة لجهة توقيت نشر هذه المقابلة في ظلّ التوتّر الجديد في العلاقات بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، على خلفيّة عدم الاتفاق على رزمة المعونات العسكريّة للعقد المقبل.
وفي مقابلة مطولة مع الصحافي الأميركي جيفري غولدبرغ، كشف باراك أوباما عن أنَّه أثناء مقابلة له مع نتنياهو في المكتب البيضاوي، اصطدم معه بشكل حادّ، فيما كان نتنياهو «يحاضر» أمامه عن الأخطار التي تواجهها إسرائيل.
كتب غولدبرغ أنَّ أوباما شعر بأنَّ نتنياهو يتحدّث إليه بشكل متغطرس، وأنَّه كان يحاول صرف الانتباه بعيداً عن موضوع التسوية السلميّة إلى قضايا أخرى. وأوضح أوباما، في المقابلة، كيف أنَّه قاطع محاضرة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وهاجمه بشدّة، إذ قال له: «يا بيبي، ينبغي لك أن تفهم شيئاً، أنا أفروأميركي لأمّ من دون زوج، وأنا أسكن هنا في هذا البيت. أنا أسكن في البيت الأبيض. ولقد أفلحت في الفوز برئاسة الولايات المتحدة. هل تظن أنّني لا أعرف عمّا تتحدّث أنت عنه، عليك أن تعرف أنّني أفهمه جيّداً».
وبيّن غولدبرغ، الذي يُعتبر من المقرّبين لأوباما، في المقالة أنَّ نتنياهو يُصنَّف، بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، في خانة خاصّة ضمن الخيبات التي خبرها في الشرق الأوسط. وبحسب كلامه، فإنَّه أثناء ولايته غَدَا الرئيس الأميركي أكثر تحرّراً من أوهام كانت لديه بشأن نتنياهو، الذي كان قادراً ـ وفق رؤيته ـ على تحقيق حلّ الدولتين، لكن الخوف والحسابات الحزبيّة، شلَّت قدرته على فعل ذلك.
ومقالة غولدبرغ التي تقع في حوالي 60 صفحة، مستندة إلى ستّ ساعات من المقابلات مع الرئيس أوباما ومع مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركيّة، أجراها في الأشهر الأربعة الأخيرة، على أن تُنشر في عدد نيسان من مجلّة «أتلانتيك».
وترمي المقالة إلى محاولة تلخيص نظريّة السياسة الخارجيّة الأميركيّة منذ تولّى أوباما الرئاسة في مطلع العام 2009. وتشير أيضاً إلى السياسة الأميركيّة تجاه كلّ من مصر وليبيا والسعودية وإيران وإسرائيل.
وقال أوباما، في المقابلة، إنَّه ملتزم بحماية إسرائيل، معتبراً أنَّه «سيكون فشلاً أخلاقيّاً لو أنّني كرئيس لأميركا لم أدافع عن إسرائيل».
ولكنّ مقالة غولدبرغ تعرض في المقابل، رأي وزير الدفاع الأوّل في إدارة أوباما، ليون بانيتا، الذي كشف أنَّ أوباما أجرى مداولات حول مسألة ما إذا كان ينبغي لأميركا مواصلة سياسة الحفاظ على تفوّق إسرائيل العسكري النوعي على جيرانها. وقال بانيتا إنَّه في إطار هذه السياسة، تحصل إسرائيل على مداخل لمنظومات أسلحة أميركيّة أكثر تطوراً من تلك التي تزوّد بها الدول العربيّة. ومع ذلك، فإنَّ أوباما، طوال سنين حكمه في ولايتيه في البيت الأبيض، لم يمسّ بالمساعدات العسكريّة لإسرائيل، بل إنَّه، مؤخراً، اقترح زيادتها، لكن ليس بالحجم الذي تبتغيه إسرائيل. وقال أوباما لغولدبرغ، إنَّه يقدّر عالياً قوّة الصمود الإسرائيليّة في مواجهة الإرهاب.
وشرح أوباما، في المقابلة، ما كان ينتظر تحقيقه من خطابه الشهير في جامعة القاهرة في حزيران العام 2009. وقال لغولدبرغ، إنَّ «أطروحتي كانت، دعونا نكفّ عن التظاهر بأنَّ إسرائيل هي سبب كل المشاكل في الشرق الأوسط. نحن نريد المساعدة في تحقيق دولة للفلسطينيين، ولكنّني أملت أن يثير الخطاب نقاشاً (في الشرق الأوسط) ويخلق هامشاً لدى المسلمين لمعالجة مشاكلهم الحقيقيّة ـ مشاكل الحكم وواقع أنَّ جزءاً من تيّارات الإسلام، لم يمرّ بإصلاحات تساعد في تكييف الشرائع الدينيّة مع العصر الحديث».
ويروي غولدبرغ في المقالة أنَّه خلال مقابلته مع أوباما في نهاية كانون الثاني الماضي، سأله إن كان حقاً ينوي مهاجمة المنشآت النوويّة الإيرانيّة في حال حاولت طهران الحصول على سلاح نووي. فردّ أوباما: «عمليًّا كنت سأهاجم، إن رأيت أنَّ الإيرانيين يتقدّمون نحو القنبلة». مع ذلك، أكَّد الرئيس الأميركي أنَّ سجاله مع نتنياهو تركّز حول ما سيُعتبر محاولة إيرانيّة للحصول على سلاح نووي. وقال، إنَّ «هذا سجال يستحيل الحسم فيه، لأنّه بالمطلق يرتبط بالأوضاع». وأوضح أنَّ نتنياهو كان يطالبه ليس فقط بضمان أن لا تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وإنَّما أيضاً بضمان أن لا تمتلك القدرة على تطويره.
ويأتي نتنياهو أيضاً في المقالة في سياق الحرب السوريّة، إذ كان الزعيم الوحيد الذي أعرب عن امتعاضه من التسوية الدوليّة لتفكيك ترسانة سوريا الكيميائيّة بوساطة روسيّة، في مقابل شطب «الخط الأحمر» الأميركي لمهاجمة سوريا في حال استخدام سلاح كيميائي.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 62 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010