] أسعد يوم في حياته - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 25 أيار (مايو) 2017

أسعد يوم في حياته

زهير ماجد
الخميس 25 أيار (مايو) 2017

لم يقل رئيس وزراء اسرائيل نتيناهو “وجدتها” فقط كما قال ارخميدس، بل ردد بفرح وهو يخرج من البيت الأبيض “انه اسعد يوم في حياتي”. يومها فسرت الجملة بمعان مختلفة، ونحن نعلم كم الخطط التي وضعها الصهاينة في كل مكان لتنفيذ سيناريوهات في الوطن العربي تجعله هباءً منثورا .. ورغم الحالة التي وصلها العرب اليوم، فما زال الاسرائيلي باحثا عما هو افظع واكثر كارثية واشد هولا ..
واهم السيناريوهات الإسرائيلية ان ينقسم كل مواطن عربي إلى قسمين فيصير دماغه قسمين احدهما يفكر عكس الآخر، وقلبه يعمل بشكلين مختلفين، ويده اليسرى لا علاقة لها بجسده فيما اليمنى جامدة هامدة، واحدى رجليه إلى الوراء فيما الثانية معطوبة .. اي جسد سوريالي لا يقوى على شيء. لعل هذا التصور حقيقي في عرف كل اسرائيلي وخصوصا تلك القيادات التي منذ ان ساهمت في تأسيس اسرائيل وهي تضع هذا الأمل وما زالت عظامها لو فحصت لأعطت هذه النتائج.
اسعد ايام نتنياهو ان ينام يوما ليستيقظ على حريق كامل الخارطة العربية، لا يكفيه هذا التقاتل والخراب، امنيته الخلاص من كل مشهد عربي .. فما زالت هنالك ممانعة، اذن برأيه هنالك امل بأن تتمكن سوريا من العودة إلى ما كانت عليه من سلم وطمأنينة، والعراق ان تمكن نهائيا من انجاز قضائه على “داعش”، فلن يكون امامه سوى العودة لتسميته عدوا ومحاربته من جديد، وكذلك الحال مع ليبيا، وحتى اليمن التي يرفع مقاتلوها الموت لاسرائيل واميركا وهم في عز حربهم الداخلية فماذا سيفعلون لو انتصروا داخليا، ضد اسرائيل.
لا بد اذن برأي نتنياهو وكل اسرائيلي من ان يظل العرب على حالة مهترئة كما هم اليوم واكثر، وكلما اكلتهم حروبهم الداخلية، خرجت من بينهم تنظيمات كتلك التي تطحن الرؤوس وتشويها، وتأكل القلوب والأكباد .. الهم الأساسي لرئيس وزراء العدو ان يعيش العرب على هذه الحال سنينا وقرونا. يجب برأيه ان تنفذ كلمات كيسنجر اليهودي الذي قال ان الحروب العربية الحالية ستبقى مائة عام، فلماذا لا تكون اضعاف المائة كما يفكر ويتمنى، ولا بد انه في هذه الحال تقدم إليه دراسات عن سنوات العرب هذه ومدى تأثيرها على الأجيال العربية التي ستتحول إلى مجرد قتلة يجيدون القتال فقط، ولكن بين بعضهم البعض .. بحيث يقتل الأخ اخاه، والعشيرة الفلانية العشيرة الاخرى، والمذهب الفلاني ضد المذهب الآخر، والطائفة كذا ضد اخرى، انه اختلاط الحابل بالنابل ، بل هو الجحيم بعينه.
لا شك ان تلك الصور هي السعادة التي تملأ وجه نتنياهو ويتردد صداها في عظام كل قادة اسرائيل الذين رحلوا، ومن سيأتي لاحقا، وحتى الاسرائيلي العادي، وكل اسرائيلي في النهاية يحمل شعورا مماثلا لقادته ولا يختلف عنهم اطلاقا في امنياته اتجاه العرب اينما وجدوا. فلماذا اذن تحارب اسرائيل وتضع مجتمعها امام الخطر طالما ان بإمكانها ان تجعل من العالم العربي ساحة قتال داخلي لا نهاية له، وكلما انتهى سيناريو وضع مكانه آخر والحبل على الجرار الى ان ينتهي العرب، او تصبح كل بلادهم على شاكلة ليبيا اليوم، لا دولة ولا نظام ولا شعب ولا مؤسسات ولا جيش ولا حاضر ولا مستقبل، صورة شوهاء لبلد لم يعد بلدا.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

49 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 50

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010