] السرقة في المفهوم الصهيوني - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 20 أيار (مايو) 2017

السرقة في المفهوم الصهيوني

يونس السيد
السبت 20 أيار (مايو) 2017

خلافاً لكل المفاهيم السائدة في العالم، دائماً ما يحاول السارق التستر على فعلته، إلا في الكيان الصهيوني، حيث تتحول السرقة إلى عقيدة ومنهج يجري توظيفها في إطار مفهوم سياسي شامل لممارسة الخداع والتضليل والتغطية على الجرائم التي يرتكبها بحق الوطن والشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية.
حين ترتدي وزيرة الثقافة الصهيونية ثوباً يحمل صورة القدس القديمة والمسجد الأقصى في مهرجان كان السينمائي، بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال القدس وبقية الأراضي الفلسطينية في حرب عام 1967، فإنها تتجاوز حدود السرقة المألوفة إلى الوقاحة المكشوفة التي تجعل السارق يتباهى بسرقته أمام عيون العالم في ازدراء للقوانين الدولية واستخفاف مريع بعقل المجتمع الدولي. وكي لا نذهب بعيداً، نود التذكير فقط بأن الكيان الصهيوني كله هو نتاج سرقة وطن الشعب الفلسطيني، حين أعطى وعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، حق إنشاء وطن لليهود في فلسطين، وتكفلت العصابات الصهيونية بدعم وتسليح من الاستعمار البريطاني، بعملية الاغتصاب والتهجير وتدمير المدن والقرى، وارتكاب كل أنواع جرائم الإرهاب والفظائع والمذابح الجماعية، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين ومئات آلاف اللاجئين في المنافي القريبة والبعيدة.
ولأن شذاذ الآفاق الذين تقاطروا إلى فلسطين من شتى أنحاء العالم، لا يملكون تراثاً ولا تاريخاً، فقد لجأوا إلى محاولة سرقة كل مقومات الشعب الفلسطيني وحضارته العربية التاريخية والثقافية والتراثية ونسبتها إلى أنفسهم. وهكذا ركزوا اهتمامهم نحو الآثار وحفروا فلسطين شبراً شبراً، لكنهم لم يجدوا ما يثبت صلتهم بهذه الأرض، أو يؤكد حقهم المزعوم فيها. وهكذا أيضاً تحولت السرقة إلى سياسة استراتيجية للكيان، فذهبوا إلى سرقة الثوب الفلسطيني وجعلوا من ثوب قرى رام الله زياً رسمياً لمضيفات شركة «العال» الصهيونية، ومع أن الثوب الفلسطيني له حكاية خاصة لا يتسع المجال لشرحها، إلا أنه من المؤكد انه لو اجتمعت كل نساء الصهاينة لما استطعن أن يطرزن ثوباً فلسطينياً حقيقياً واحداً. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد سرقوا كل شيء ونسبوه زوراً لأنفسهم، بما في ذلك الأكلات الشعبية (الفول والحمص والفلافل) والمواويل والأغاني الشعبية (الميجانا والعتابا) مع أنها ملك كل بلاد الشام.
تستطيع وزيرة الثقافة الصهيونية أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنها لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، وليس أدل على ذلك من مواقف إدارة ترامب الأخيرة، وان كان يجب التعامل معها بحذر، حين أكدت فلسطينية حائط البراق، وأعلنت عن تأجيل نقل سفارتها من «تل أبيب» إلى القدس. -


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2285810

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

64 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 65

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010